كتبت : سحر محمد
انت في علاقة مؤذيه ….
الإنسان كائن اجتماعي بفطرته يسعي دوما لإقامة علاقات والدخول في علاقات بحكم فطرته التي خلقها الله عليه وفي سبيل سعي الإنسان لتكوين علاقات عادة مايقع في شراك العلاقات المؤذيه .
فما هي تلك العلاقات المؤذيه وماهي اسبابها واشكالها وكيف يقع الفرد فريسه لها ؟
يتمتع الفرد منا بشبكة من العلاقات الإجتماعية التي قد تكون مفروضه عليه وقد تكون باختياره فتلك المفروضه عليه تكون بحكم كونه فرد في اسرة وعائله حيث يلعب فيها الفرد أدوار اجتماعية مختلفه فيكون في وقت واحد (أب وأخ وزوج وابن) ونفس الفرد يدخل في علاقات من اختياره من الأصدقاء وزملاء العمل الذين قد يكونون مفروضين عليه او يكونوا من اختياره .
من هنا تتنوع شبكة العلاقات التي يعيش فيها الفرد والتي قد يقع فيها في علاقة مؤذيه دون ان ينتبه
فماهو المقصود بالعلاقات المؤذيه ؟
العلاقة المؤذيه هي تلك التي يستنزف فيها احد طرفي العلاقة الطرف الآخر نفسيا أو مادياً او جسدياً أو ذهنيا او كلاهم متجمعين معاً فيصبح الطرف المستغل كمصاص لدماء الطرف الآخر دون ان يشعر الآخر بما يحدث له سوي انه يجد نفسه مرهقاً او مضغوطاً او مستنزفاً دون علمه او بعلمه ولكنه لايستطيع فعلا شئ .
فماذا لو وجدت نفسك في علاقة كذلك ؟
اولاً عليك ان تتعرف علي شكل تلك العلاقة حتي تتعرف عليها جيدا فتتجنبها
1- من اشكال تلك العلاقة هي تقديم احد الأطراف لتنازلات للطرف الآخر يعتبرها مع الوقت حق مكتسب ويلوم علي الطرف الأول تقصيره فيها علي حين انها تفضل منه ولكنها مع الوقت تصبح من مكتسبات الطرف الآخر ويطالب بها وبزياده منها .
هنا عندما تجد نفسك وقعت في فخ تلك العلاقة فعليك بالتوقف عن تقديم التنازلات حتي وان وجدت اللوم من الطرف الأول فأنت عادة ستتلقي اللوم سواء قدمت ام لم تقدم لذلك من الأفضل التوقف والعودة إلي النقطة الأولي حتي لاتستمر في التقديم دون تقدير
2- شكل آخر وهو استمرار احد الأطراف في الشكوي دون الاستماع لما تقدمه له من حلول بل علي العكس يسفه من حلولك ويعتبرك انك لست علي ارض الواقع التي يعيشها وانت بحكم علاقتك بهذا الشخص تستمر في العطاء والنصح والإرشاد ويستمر هو في الشكوي حتي تجد رأسك قد ضاقت ذرعاً من كلامه واصبحت محملاً بطاقة سلبيه من الغضب والإنفعال والحزن والضيق الذي يمررها عليك صاحب المشكله والتي تعيش معه احداثها وربما اصبحت ضمن اطرافها …هنا انت مستنزف نفسياً وذهنياً فهذا الشخص لا عليه سوي الشكوي واختلاق السدود التي تقفل عندك مسار التفكير في الحلول .
هنا عليك ان تقلل الإستماع لهذا الشخص وتعلم انه يحب ان يعيش دور الضحيه المستمر في الشكوي ومع الوقت يجعل منك جاني عليه لأنك مع الاستمرار في الإستماع والإنغماس ستصبح ضمن اطراف مشاكله هنا عليك ان توضح له ان حل اي مشكله ينبع من داخلها وان اراد حلها فعليه البحث في الخطوات التي تناسبه وترضيه وتكون نابعه منه وليس منك ولا من اي طرف اخر هنا سيبدأ تدريجيا في التقليل من الشكوي لك وربما توقف عنها وربما تكون ساعدته ان يحاول استخراج الحلول من داخله .
3- اما في هذا الشكل فأنت يكون لديك احتياجات معينة مثل الحاجة للإهتمام للحب للتقدير وتجد الطرف الآخر لايقدمها لك ويتجاهلها وتستمر انت منتظراً تقديمها ولكن الطرف الآخر مستمر في التجاهل ..هنا عليك توضيح ماتحتاجه للطرف الآخر فربما لايعي ان تلك الأمور تهمك او ربما هو يقدم لك الإهتمام او يحاول تلبية تلك الإحتياجات بشكل اخر يراه هو يرضيك ولكنه في حقيقة الأمر لايرضيك وهذا يكون نابع من اختلاف المفاهيم بينكم فلا مانع من التوضيح.
4- شكل رابع وهو انتهاك الحياة الخاصة من جانب احد اطراف العلاقه واستباحتها واعتبارها كأنها ملك له ومن حقه التجول فيها ومعرفة كل صغيرة وكبيره عنك واذا حاولت ان تستأثر بها يثور عليك ويغضب هنا عليك بإعادة رسم حدود العلاقة والتوضيح بكل صراحة ان لك حياتك الخاصة التي لاتحب انتهاكها وان عليه احترام ذلك فإذا احترمه فهو حريص علي العلاقة بك اما اذا لم يحترمها فالقرار يعود لك .
5- شكل آخر هو الدخول في علاقات مع اشخاص مؤذيه مع الوعي بذلك رغبة في التخلص من حالة الوحدة التي يعيش فيها الفرد ..وهنا احب اقول لمن يدخل في تلك العلاقة ان الوحدة هي شعور بداخلك وهي قرارك ولاتكون مفروضه عليك فقد يكون الفرد بين آلاف البشر ولكنه يشعر بالوحده وقد يكون الفرد يعيش بمفرده ولكنه محاط بأشخاص ينسجم معهم ويؤنسون وحدته …هنا اود ان اشير انك لاتدخل في علاقة مؤذيه لإنهاء وحدتك ولكن ابحث عن من يشبهك وانسجم معه وكون علاقات تضيف لك ولاتأخذ من وقتك ونفسيتك .
6- اما الشكل الخامس فهو ليس في حقيقة الأمر علاقة مؤذيه بل انت تعتبره كذلك لأن الطرف الآخر في العلاقة يقدم لك النصح المستمر او التوجيه وانت لايرضيك ذلك لأنه يوقظ ضميرك او يخرجك من منطقة الراحه فهنا تقييم تلك العلاقة يكون بمواجهة نفسك هل فعلا هذا الشخص حريص علي مصلحتي ويقدم لي النصح الحقيقي وانا لا اريد ذلك اما انه فعلا مؤذي لي بنصائحه التي تثبت العكس .
ولكن ماذا لو نفذت تلك الحلول الوارده ولم اجد الطرف الآخر استقامت العلاقة معه واستمرت العلاقة في الإيذاء ؟
هنا الحل في يدك اما تقطع فوراٌ تلك العلاقة وتتخلي عنها من باب (اعتزل مايؤذيك) .
لكن ماذا لو كانت تلك العلاقة من العلاقات المفروضه عليا مثل ام – اب زوج – اخ – مدير في العمل
هنا اقول لك عليك بالتخفيف عن نفسك بأن تجد لنفسك دائره اجتماعية تشبهك تعتبر كملاذ لك تخفف عليك من حدة الإيذاء النفسي الواقع عليك في تلك العلاقة والتي لايمكنك التخلي عنها كذلك يمكنك ممارسه هواياتك اواي عمل اخر تفضله وتحبه ليعتبر بالنسبة لك نوع من التفريغ النفسي فيساعدك علي اعادة شحن طاقتك لتحمل تبعات تلك العلاقة .
واخيراً حافظ عزيزي الإنسان علي سلامك وهدوئك النفسي فهم يستحقون منك الرعايه .