بطليموس العرب
بقلم: أسامة حراكي
هو أبو عبد اللّٰه محمد بن جابر بن سنان البَتّاني، الملقلب بـ”البَتّاني” نسبة إلى مسقط رأسه “بتان” عالم فلك ورياضيات وأحد نوابغ العلم في وقته، لقبه البعض ببطليموس العرب، ويعتبره العالم الفرنسي لالاند من العشرين فلكياً المشهورين في العالم كله .
أهم إنجازات البتاني الفلكية، أرصاده الصحيحة التي تعد أدق ما أجراه الفلكيون العرب من أرصاد، ومن أدق الأرصاد التي أجريت حتى القرن السابع عشر، الأمر الذي ما زال يثير دهشة وإعجاب علماء الفلك، نظرًا لافتقار البتاني للآلات الفلكية الدقيقة التي توافرت في القرنين الماضيين، رصد البتاني زاوية الميل الأعظم.
صحح البتاني قيمة الاعتدالين الصيفي والشتوي، حسب قيمة ميل فلك البروج على فلك معدل النهار فوجدها (35) دقيقة و(23) ثانية، والدراسات الفلكية تبين لنا أنه لم يخطئ إلا في دقيقة واحدة حسب طول السنة الشمسية بدرجة عالية من الدقة.
أسهم في مجال علم الجبر وحساب المثلثات وإليه ينسب الفضل في ابتكار مقاليب النسب المثلثية الأساسية (قا ـ قتا ـ ظتا) ومن إسهامات البتاني في علم الفلك اكتشافه السمت (azimuth) والنظير (nadir) وتحديد نقطتيهما في السماء، كما أنه حدد بدقة ميل الدائرة الكسوفية، وطول السنة المدارية، والفصول، والمدار الحقيقي والمتوسط للشمس، وخالف بطليموس في ثبات الأوج الشمسي، وبرهن على تبعيته لحركة المبادرة الاعتدالية، وله أرصاد دقيقة للكسوف والخسوف اعتمد عليها الغربيون في تحديد تسارع حركة القمر في حركته خلال قرن من الزمن.
من أهم أرصاده، تصحيح حركات القمر والكواكب، ووضع جداول جديدة لموقعها، إضافةً إلى تحقيق مواقع عدد كبير من النجوم ضمنها زيجه الشهير الذي اعتمد عليه علماء الفلك قروناً عدة، ويعترف “نللينو” بأنه استنبط نظرية جديدة “تشف عن شيء كثير من الحذق وسعة الحيلة لبيان الأحوال التي يرى فيها القمر عند ولادته”.