بعد رمضان… ملاحظات على مسلسل الإعلانات !!!!
بعد رمضان
بقلم/ ماجي المصري
انتهى رمضان بمسلسلاته التليفزيونية
التي واكبتها عاصفة من المسلسلات الاعلانية عن مدن سكنية جديدة باسعار زهيدة لا تقل عن مبالغ بستة اصفار وأكثر
وهنا يأتي السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ويشغل البال بدهشة :
لمن بنيت كل هذه المدن التي لن يجرؤ على الاقتراب منها أحد من أهل مصر البسطاء؟!!!
هذه هي بداية ملاحظاتي في اعلانات التلفزيون في الشهر الكريم
وهي أكثر ما لفت نظري هذا الكم الهائل من اعلانات المدن الجديدة التي أنشئت علي أرض مصر والتي لا استطيع ان احصر اسمائها من كثرتها وكلها مدن بنيت علي احدث طراز وارقي تصميم وتضم معظم الخدمات وعلي اعلي مستوى من النوادي الحديثة والكافيهات والمولات والمدارس الدولية والجامعات الخاصة والمستشفيات الفندقية وملاعب الجولف وحمامات السباحة والخدمات السوبر استار التي تقدم لسكاني هذه المدن الجديدة وغالبا ما يطلق عليها لفظ (كومباوند ) للأثرياء وأصحاب الملايين
بالتأكيد أنها بنيت لطبقة معينة ومحدودة جدا من طبقات الشعب المصري هي طبقة الاثرياء الذين لا نعرف من اين جاءهم الثراء وسط شعب يجاهد كي يتحمل العناء وخاصة أن معظم شعب مصر شعب محدود الدخل وغالبية الشعب المصري يعيش تحت خط الفقر وخاصة في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار بعد تعويم الجنيه ورفع الدعم عن الوقود ومعظم السلع والخدمات الأساسية وقلة الأجور
ان معظم طبقات الشعب المصري تعيش مطحونة في الجري وراء لقمة العيش وتوفير الاحتياجات الأساسية للأسرة وتعليم الأبناء
ومع ارتفاع معدل البطالة وندرة فرص العمل للشباب وانتشار الوساطة والمحسوبية يضطر معظم الشباب للعمل في أعمال بسيطة ودخل محدود ولا توفر لهم دخل يكفي احتياجاتهم الشخصية
أعتقد أن الشاب إذا استطاع أن يدخر دخله كاملا ولمدة عشر سنوات لا يستطيع أن يشتري مترا مربعا واحدا في هذه المدن الجديدة
وهنا يمكن القول بكل يقين أن اعلانات هذه المدن لم تزدد الشباب الا سخطا علي وضعهم الاقتصادي السئ فهي اعلانات مستفزة للناس ومثيرة للغضب فعلا
والسؤال الاكثر واقعية أن بناء هذه المدن الجديدة العملاقة بما فيها من خدمات قد تكلف الكثر من مليارات الدولارات
ولمن ……………..؟؟؟؟؟؟؟
لماذا لم توجه هذه المليارات وكل رؤوس الأموال الضخمة والاستثمارات الغير محدودة الي مشروعات تنموية و انشاء مصانع عملاقة توفر فرص العمل للشباب وبدخل مناسب يسمح لهؤلاء الشباب بالعيش في مستوي مناسب وتوفر حياة كريمة لهولاء الشباب وأبناء مصر والحد من البطالة المنتشرة بين الشباب والعمل علي رفع مستوي معيشتهم وتشغل وقتهم
من المهم جدا أن يكون للدولة دور مهم في توجيه رءوس الأموال الي المشروعات الصناعية العملاقة التي تعمل علي توفير فرص العمل
والحد من البطالة
ورفع مستوي المعيشة
وتوفير فائض للتصدير وزيادة الإنتاج و الدخل القومي و العملات الأجنبية
بدلا من إنشاء مدن جديد لفئة معينة من الناس بينما تبقى فئات الشعب الاخرى في موقع الفرجة علي الاعلانات والشعور بالحقد الطبقي وزيادة الكراهية تجاه من اهتموا فقط بطبقة الأثرياء وداسوا على الفقراء.