بين الرجولة والذكورة … هناك فرق رجل ام ذكر
بقلمي : ماجي المصري
اليوم نستهل مقالنا بسؤال أشبه بامنية نتمني أن تتحقق
متى يعود المجتمع إلى. زمن سي السيد ؟؟!!!
ذلك الزمن الذي ساهم في صنع الحضارة والرقي ووضع أسس البناء الاجتماعي بكل كفاءة واقتدار و رغم اختلاف ظروف العصور التي مرت على البشر ظل ذلك الزمن محتفظ بقوته وتماسكه
واليوم نتحاور في مفاهيم اختلط فيها الحابل بالنابل
الرجولة والذكورة من أكثر المفاهيم المغلوطة عند كثير من الناس فليس كل ذكر رجل
شتان الفرق بين مفهوم الذكورة ومفهوم الرجولة
فإذا تحدثنا عن الذكورة فإننا نتحدث عن نوع الإنسان وهيئته الذي خلقه الله عليها
فالذكر يخلق بسمات مميزة لا دخل له فيها
خشونة الصوت الشارب اللحية العضلات المفتولة القوة الجسمانية كلها صفات وهبه إياها رب العباد وصورة في هذه الصورة في لا تعبر عن رجولته حتي فحولته الجنسية ليست مظهر من مظاهر الرجولة
فمفهوم الرجولة بعيد تماما عن الشكل والمظاهر الجسمانية
أما إذا انتقلنا للحديث عن الرجولة
فهو حديث يطول شرحه فالرجولة صفات مكتسبه من الميلاد الي الممات اكتسبت من الأسرة والمجتمع وبيئة المنشأ والأشخاص المؤثرين في حياة الذكر منذ ولادته
الرجولة شهامة مروءة شجاعة واقدام وصدق وأمانة واخلاصة وتحمل المسؤولية تجاه كل من يعرفه ويتعامل معه
الرجولة روح متسامحه قوية تستطيع السيطرة على زمام الأمور
دائما ما تجد الذكر الذي يتحلى بسمات الرجولة تتجلى فيه مبادئ الإنسانية والتمسك باخلاقيات المجتمع
تسيطر عليه روح التضحية والفداء لمن يعرفه ومن لا يعرفه
فالذكر نوع …..والرجل موقف
الذكر جنس ….. والرجل سلوك
الذكر هش …….والرجل شهم شجاع غيور علي من يخصه الام والاخت والزوجة والابنة والجارة والصديقة
فهو بعتبر نفسه رب لكل من تربطه به علاقة وعلي استعداد أن يضحي بحياته فداء لهن
فرجل البيت هو صمام الأمان لكل من تحت جناحه في البيت مسئول عنهم مسئولية تامة يضحي بحياته من أجلهم ومن أجل توفير عيشة هنيه لهم
وفي غفلة من الزمن بدأت مظاهر الرجولة تندثر شيئا فشيئ وكأنه فيروس قاتل واصاب الرجال أو سرطان فتاك انهي علي مظاهر الرجولة
فمعظم الذكور التي تعيش في هذا الزمان ما هي إلا مسخ أشباه الرجال
وبكل الاسف لا اعرف كيف وصل حال الرجال الي هذا الحال المتدني
أصبح الرجل يعتقد أن الصوت العالي من أهم ما يميزه كارجل
أصبح يتعامل بيده لا فكره وعقله
أصبح يمارس جميع واسائل القمع العنف والقهر علي من هو أضعف منه حتي
علي زوجته وأولاده وأسرته
ويعتبر نفسه الحاكم بأمره دون تحمل لادني مسؤولية
اين ذهب صفات الرجولة
لماذا تنصل الرجل من مسئولياته
وأصبح يرتضي أمور كثيرة ما كان له أن يرتضيها في زمن مر
أصبح يرتضي الجلوس بالمنزل دون عمل ويفرح كثير بوجود زوجه او ام او اخت تتولي الانفاق عليه
أصبح سلبي يشكل مخزي وكان العالم من حوله لا يعنيه في شئ لايتدخل في مشكلات الأسرة ولا يحاول أن يجد حلول واقعية
أصبح بهرب من المواجهة والمسؤولية وكل ما يعكر صفو حياته
يريد أن يعيش في كوكبه عالمه الخاص به وكأنه يعيش علي هامش الحياة
وحقيقية لا اعرف ما هي العوامل التي سرقت صفات الرجولة من الرجل وجعلته يتنازل عن رجولته بهذا الشكل المخذي
معظم رجال اليوم نسخة باهته مشوهة ممسوخة الملامح تتعامل بانانية مفرطة يري حقوقه بعيون الصقر ويعمي عن حقوق الآخرين حتي وإن كانوا اقرب المقربين له
يوعد ويخلف الوعد
يحب ويخون
يتحدث ويكذب الحديث
يصادق ولا يؤتمن
يعاهد ويخون العهد
اعتقد ان هناك عدة عوامل وصلت بنا الي هذا الانهيار التام في زمن أشباه الرجال وادعوا الجميع الي التكاتف ووضع ايدهم علي اصل المشكلة ومعالجة أسبابها حتي نعود عودة حميدة الي ماكنا عليه منذ عهود ليست ببعيده
عوده الي زمن سي السيد الذي خرج من تحت عباءته العلماء والأدب والمشايخ والمفكرين
عودة الي زمن الست أمينة التي أنجبت و ربت عظماء الوطن ورجال الحروب والمعارك والدفاع عن الأمة
اين هؤلاء اليوم؟!!
لنعود الي زمنهم ونتعلم. منهم كيف يربي الرجال لا أشباه الرجال