بين الرغبة والروتين
بقلم طارق رضوان جمعة
الرغبة فى الإصلاح مجهدة للعقل وتتعارض مع الروتين ومعتقداته، لأن الروتين تعود على نظام ثابت ألى وبالتالى ففيه راحه للعقل.
لكن الحق واضح فالتغيير لابد منه حتى لا تصيبنا أفة الروتين الوظيفى أو الروتين الزوجى وغيرهما.
بالطبع لا أكتب لأغير العالم، بل لأٌنقذ نفسى فالإنسان السوي مثله مثل النحات الذى يقف امام صخرة فيحذف منها كل ما هو غير جوهرى.
لذلك عزيزى القارئ وأختى القارئة يجب ألا نقرأ لتعارض او نفند ولا لنؤمن ونسلم ولا لتجد ما تتحدث عنه، بل لنزن ونفكر؛ فما الكتب إلا أطفال العقل. والقارئ الفطن هو الذى يقرأ بقلبه وعقله معا، فالقلب أبصر من العقل.
وقديما قالوا ان من صح قلبه لا يتورط فى مأسى، لأن ما يورط الناس فى مأسى لبس عيوبهم وإنما فضائلهم.
لذلك تجد أن ثقافة الفرد هى صرخة البشر فى وجه مصيرهم.
ذكر الفيلسوف الألماني ” إيمانويل كانت” فى مذكراته أنه استغرق سبعة أعوام ليقرر زواجه من حبيبته من عدمه.
فلما استقر على أن يتزوجها كانت المفاجأة له حيث وجدها بالفعل زوجة لرجل آخر وام لطفلين. وهذا هو مثال للروتين الفكرى والتردد وكثرة التدقيق.
التعليم هو اول شىء يرغب المحتل فى القضاء عليه..لماذا؟ لأن التعليم والثقافة هما ما يجعلوا من البشر أكثر إنسانية ، يجعلهم أخلاقيين.
التعليم هو تغيير، هو رفض الروتين وأساليبه. التعليم هو ما يزيل الغبار المتراكم عن العقول، ليعيد تكويننا وصياغتنا.
الثقافة هى ما تبقى ضمائرنا يقظة، خاصة وأننا نعيش فى غابة الفرق فيها بين الإنسان والوحوش صغير جدا، فأيا منا يمكن أن يكون جلادا أو ضحية.
وهنا سؤال يطرح نغسه فما الفائدة التى جلبها كل ما كٌتب حتى الآن ، إذا كان لا يزال لدى بعض البشر نفس الظلمة الروحية؟ فهم يقرؤون ويسمعون عن الحب والرحمة والحرية، ومع ذلك يكذبون حتى الموت من الصباح إلى المساء ويخشون الحرية ويكرهونها.
والروتين فى العلاقات الزوجية شىء قاتل. فالعلاقة بين الزوجين ينبغى أن تكون كالعلاقة بين اليابس والماء، بين الشمس والقمر. ليس الهدف أن يصبح كلا منا مثل الأخر ومطابق له، ولكن الهدف أن بتعرف كلا منا على الآخر.