تابع حرب رمضان : ?
الحلقة التاسعة :
بقلم : عميدأ.ح/ احمد عبدالله :
أوشك اليوم الثالث على الانتهاء حتى وصلت المركبات المدرعة الخاصة بالكتيبة بالكامل عدا مركبة واحدة لم تحضر ’ هى مركبة فصيلتنا فتم توزيعنا على مركبات السرية وكان نصيبى أن أركب فى مركبة واحدة مع الملازم هاشم عبدالحميد .
قضينا الليلة دون أى مشاكل عدا أننا لم نسلم من القصف المدفعى طوال الليل بالقنابل المضيئة ( الفليرز ) الاسرائيلية التى أحالت الليل الى نهار ولم نكن ننام الا قليلا” وبنظام الوردية .
وصباح اليوم التالى جهزنا المركبات وبدأنا فى التحرك بطريقة تكتيكية حتى وصلنا الى منطقة تكثر بها التباب أى الأراضى المرتفعة قليلا” عن باقى الصحراء وكنا نتقدم بطرق تكتيكية لا تمكن العدو الاسرائيلى من اصابة أى مركبة حتى انتصف النهار وكنا قد وصلنا الى مسافة تبعد عن منطقة تسمى جبل المر بحوالى ثلاثة كيلومترات وهى منطقة جبلية مليئة ومحاطة بالكثبان الرملية ، وكلما تحركت مركبة أو دبابة للأمام تصيبها اما دانة دبابة أو صاروخ مضاد للدبابات ، وكانت المنطقة مرتفعة عنا فقد كنا نقاتل عدوا” فى مناطق عالية ونحن فى أراضى منخفضة عنه فكان يتحكم فى حركتنا ويصيب دباباتنا ومركباتنا بالصواريخ المضادة للدبابات فقرر قائد اللواء العقيد / الفاتح كريم أن نقوم بالهجوم مرة واحدة فارتبك العدو وتقدمنا مسرعين وتمكننا من الوصول الى منطقة جبل المر ولكننا تكبدنا خسائر جسيمة واستشهد وأصيب عددا” كبيرا” من الجنود والضباط نتيجة كمائن العدو فى هذه المنطقة ولكننا بفضل الله تمكنا من الوصول لهدفنا ونزلنا مسرعين نحتل المنطقة التى حررناها وارتبك العدو وانسحب للخلف ولكنه أخذ يضربنا بنيران المدفعية 155 التى سميناها ( ابوجاموس ) وتدخلت بعض طائراته فى المعركة ولكننا تمكنا من تطهير المنطقة ونزلنا من مركباتنا مسرعين لاحتلال الأرض التى قمنا بتحريرها وهنا أذكر موقفا” للقائد البطل الفاتح كريم الذى كان وسط الجنود وسقطت بجانبهم قذيفة مدفعية ولكنه الحمدلله لم يصب بسوء وقام مسرعا” وهو يكبر ( الله أكبر ) مع الجنود وقام بتوجيه الضباط والجنود باحتلال الجزء الأمامى من جبل المر ، كما اصطحب معه جندببن يحملون الصواريخ المضادة للدبابات وأطلقوهما على الدبابات الاسرائيلية لإاصاب أحدهما وفرت الأخرى هاربة للخلف وتم احتلال وتحير منطقة جبل المر وللحديث بقية .