تبخّر العلاقات العائلية !!
بقلم
الكاتبة ريمة مصطفى
هناك مؤثرات كثيرة ومتفرعة تسببت في تقطع العلاقات العائلية بين الناس إلا من رحم ربي..
دعونا نلقي الضوء على بعضها لتكون بمثابة تنبيه لعل الحياة تدب من جديد في أوصال ذلك المخلوق الذي تحول إلى آلة مصنوعة من مادة صماء تفتقر إلى مشاعر الانسانية والرحمة فهو حتى لا يرحم نفسه من عبودية آلات ومخترعات النكنلوجيا !!
فلهو الحياة والتوجه الى التفكير المادي يتسبب في إهمال الأمور المعنوية المتعلقة بالعلاقات الانسانية من انتماء واحتواء ضمن المجتمع الذي يعيش فيه.
وكذلك عدم الإلتزام بتعليمات الدين بخصوص التماسك العائلي في المجتمع والحرص على عدم التفكك
وتقليد الأجانب في مسألة الخصوصية وبشكل مبالغ فيه.. أصبحت المساحة الشخصية لكل شخص مسيجة بالعرقلات والتأجيل الممزوج بالاعتذارات حيث لا يسمح لأحد بالاقتراب من أسرة الآخر والتآلف معها وحتى يمنع من مساندتها في حل المشاكل التي قد تواجهها.. ويطلب ذلك بالعلن ويفرض بشكل يغلق أبواب التعامل والتزاور تماما مع الآخرين.. حتى ان الاولاد الصغار يمنعون والديهم من الدخول الى حياتهم الشخصية وهم في عمر يتطلب المتابعة والإشراف للنصح والإرشاد وذلك بسبب تسميم أفكارهم بمعتقدات الغرب المنفتحة بلا قيود ولا حدود بما تمنحه أساليبهم في الترببة لمن في اعمارهم والتي أغلبها غير ملائمة لأعمارهم بل قد تكون مدمرة لهم فيضيعون..
وهناك التحفظ في حجم التواصل ووضع حدود مبالغ فيها بين الشخص وأقرب التاس إليه وذلك بهدف عدم معرفة احد بظروفه فأصبح كل شئ في حياة الأسرة يندرج تحت قائمة الأسرار المحجوبة عن العائلة والذي يسيطر على عقول الناس هو الخوف من الحسد ان اصاب أحدا الخير او الشماتة ان أصاب أحد مكروه لا سمح الله.. وما أوجد هذه الظاهرة هو البعد عن الدين والقيم والأخلاق المحمدية.
ثم نأتي إلى عدم تقدير خبرة الكبار وأهمية وجودهم في حياة العائلة والاستفادة من تجاربهم وأخذ مشورتهم في امور الحياة.. وهذا يتنافى مع اوصى به ديننا الحنيف بخصوص الوالدين وكبار السن من الأجداد والجدات وغيرهم..
وأما الآن فسنأتي لطفرة التكنلوجيا المجنونة وتوابعها.. !!
ذلك السلاح التقدمي والشفرة ذات الحدين والتي سرقت الوقت كله لصالحها.. وبل سرقت الناس من أنفسهم وأهلهم وأكلهم ونومهم ومن وقتهم ككل ففرضت الفوضى وأفسد كل البرامج الحياتية الطبيعية وليس فقط من علاقاتهم الأسرية والعائلية والمجتمعية.
يعني أصبحت العادات والتقاليد توزن بميزان ( قديم كان زمان دقة قديمة) ويظنون ان القطيعة تحضر ورقي.. هذا هو الفساد الذي يتركه الاقتداء بالغربيين وعدم الاقتداء بما جائت به العقيدة والدين.
موت أجمل المشاعر الإنسانية في هذا المخلوق الذي يفترض انه انسان يعني عنده انيانية ورحمة وتطف ووفاء واخلاص وشهامة ونخوة.. ولكنه وللأسف تحول الى آلة جماد لا مشاعر لديها ولا احاسيس ولا ارتباطات أسرية أو عائلية ولا مجتمعية !!
الله يلطف فينا من الجاي ان استمر الحال على هذا الشكل !!
عودوا إلى حياة البساطة والتماسك والترابط والتكاتف.. إخذروا من استعباد التكنلوحيا والآلات لعقولكم وأبدانكم.. أفيقوا من غيبوبة حولتكم إلا أصنام وقطعتكم من جذوركم والفروع التي تنتمون إليها.. تذمروا بأنكم إنسان لحم ودم ومشاعر وأحاسيس وأنكم خلقتكم لتعيشوا في تجمعات مترابطة ومتماسكة.. أفيقوا من ضياعكم من أنفسكم وأهلكم الذي به ضيعتم واجباتكم وخسرتم الكثير من حقوقكم لأبدانكم واستقراركم النفسي والعقلي والعائلي.. عوظوا للزراعة وتربية الدواجن واهتموا بسد حاجاتكم وخاحات محتمعكم من المواد الغذائية.. احذروا من مجاعة متوقعة نتيحة الحروب والظروف السياسية المحيطة.. لا تهجروا أرضكم ومعاولكم وحقولكم وبساتينكم.. حضروا للتصدي للنقص في المواد الغذائية والأساسية وحاولوا ايجاد البدائل من مقومات استمرار الحياة..
دعونا نعود إلى الاكتفاء الذاتي في البيوت والقرى والمدن لنخفف من أعباء الحياة وتوفير متطلباتها. فالخامات بين أيديكم.. الارض والبذور والأشجار وأنتم.. عدوا الى ايام العونة واللمات الحلوة والمقايضة وكل ما هو جميل في زمن كان جميلا ببساطة أهله وأسلوب معيشتهم واعتمادهم على زنودهم وامكانياتهم مهما كان حجمها
فما أجمل الحياة بغير تعقيدات هذا الزمان والله !!
.