تواصل نوره غاب ..
بقلم/ عاصم عمر
كثرت الكلمات والتوجيها حول مراسم اهتمام كلا الزوجين بالآخر ، حيث منهما تنشأ المجتمعات والأجيال التى تحمل راية تقدم الأمم ، وهم المكلفون بالحفاظ على الشرائع السماوية ودين الإسلام عقيدة الحق دين إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء والرسل ختاماً بمحمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، مصدر نور البشرية ، ..
وكيف الإعتناء بالزوجين أصحاب قرار الإنفصال عقب زواجهما ببضعة أسابيع ؟!!! ولم يحظ أي منهما بتواصل الأرحام كما أمرنا الله بها وقد قال الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد:22-23] ، وقد كثر في زماننا إنعقاد الخصومات بكافة أشكالها بين زوى الأرحام مما أطفأ نور الوجوه بقطع الصلات والوصل بينهم ..
جدير بالذكر بالذكر أن صلة الأرحام ليس المقصود بها صلة من وصلك ، بل ، أن تصل من قطعك من زوى الأرحام ، وإلا فقد ذهبت البركات كما نراها اليوم ..
لم نكن نرى بين الأقارب سوى المودة وإيثار الغير منهم على النفس مما تجلا نورهم حيثما حلت أقدامهم ، واليوم نرى الأنانية التى بات الطمع فيها أقل وصف يذكر فى مناهج حياة المجتمع الواحد ، بل وقد يصل الطمع بأثره حد القتل طمعاً فى فتات الدنيا ، ولا نصير لأحد من أهله ولا عزوة يحتمى بها ، بل قد يفضل الكثيرون قطع الصلات طلباً لراحة البال التى لم يصل إليها مادامت القطيعة منهج حياتهم ، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله خلَق الخلْقَ، حتى إذا فرغ من خلقِه قالتِ الرَّحِمُ: هذا مقامُ العائذ بك من القطيعة، قال: نعَم، أمَا تَرضَيْنَ أن أصِل مَن وصلَكِ، وأقطعَ مَن قطعَكِ؟ قالت: بلى يا ربِّ، قال: فهو لكِ»، قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «فاقرؤوا إن شِئتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}[محمد: 22]»؛ (البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري ..
أيها السادة والسيدات الذين يسعون بكل ما يملكون من قوة لمنع الخير عمن وجب عليهم وصلهم وزرع الخير في طريقهم اتقو الله حيث كنتم وعلموا أولادكم بمنهجكم السوى ، عودة إلى الصواب ، باب الله مفتوح ، ولا تمنوا بكلمة خير على عباد الله ، فالله وحده صاحب حق المن على العباد ..
واتقو يوماً ترجعون فيه إلى الله .. هناك تنتظرك الرحم ليأخذ الله حقها منك ..