الحقد وحب الذات سر الفشل
كتب / محمود السعيد عبدالهادي
في البداية تعالوا معا نتعرف ماهو حب الذات ؟
حب الذات عبارة عن غريزة موجودة فى أعماق الإنسان وهذا الحب والاعتناء أمر مشروع عندما يكون التعبير عنه صحياً وسلمياً ولكن عندما تتحكم سيطرة الأنا على الذات وتصاب الشخصية بمرض النرجسية وعبادة الذات يتحول سلوك هذه الشخصيات إلى ردود فعل وتعامل منطلق من هذه الرؤية فعندما يستولى الغرور والكبرياء على ذاته وتصرفاته فيتحول إلى طاغوت فى أعماقه.
ف كل واحد منا له طاقة مكبوتة أو ظاهرة ولكن سر كينونة الإنسان في استخدام هذه الطاقة ف تفكيره في كيفية إدارتها تخلق شخصيته فلا أحد منا يريد الفشل والكل يريد تحقيق ذاته سواء في حياته الشخصية أو العملية بأختلاف فكر كل شخص فينا فكل منا له طموحات يريد تحقيق ذاته من خلالها فهناك الاناني الذي تزداد عنده خاصية الانا ولا يجد فيمن حوله من هو افضل منه فيجد في نفسه المعلم والطبيب والقاضي والجلاد والواعظ ويريد نسب كل نجاح له متعديا علي افكار من حوله يعطي النصيحة ويرفض النصح يحب الظهور ويرفض وجود غيره في صورة افضل منه فالمدرس يحتاج الي الطبيب والطبيب يحتاج الي المهندس والمهندس يحتاج الي المقاول والمقاول يحتاج الي العامل والعامل يسعي لحصوله علي مصدر رزقه حتي في المجتمع الصغير الذي يبدأ بالأسرة الطفل يحتاج الي والديه وبعد فترات يحتاج الأب رعاية من أولاده فأحب أن ابشر صاحب هذه الشخصية بفشل في علاقاته سواء الشخصية أو العملية .
وهناك من هذا الأشخاص يريد النجاح والتعلم فيمد يده لمن حوله يستفيد منهم ويعلمهم ما يعلم من علمه ليواجهوا سويا مصاعب الحياة ولتحقيق طموحهم فكل منهم يكمل الآخر سواء بفكره أو نفوذه أو أمواله متخطين فكرة الأنا والفكر الفردي معتمدين علي النقاش والحوار والفكر الجماعي الذي يخلق مادة فكرية جديدة وصحيحة وعلي أثرها يتم اكمال مسيرتهم علي نهج مدروس حصيلة نقاش جماعي فقد خلق الله البشر مختلف في كل شيء في اللون والعرق والفكر ولا يوجد تشابه حتي في التوائم خلق له اختلافا بينهما وذلك للتعاون حيث أن كلا منا له صفات غير الآخر وله فكر مختلف وكل منا يحتاج الآخر لكي يكمله حيث قال تعال ( وتعاونوا علي البر والتقوى ) اي حثنا الله علي التعاون من أجل أن يكمل كل منا الآخر .
ولابد أن يعرف الجميع أن الفرقة أو الوحدة أو أنانية القرار لا تؤدي إلي المخزي المطلوب فمثلا في نطاق العمل لماذا يقسم الي تخصصات لماذا وجوب وجود مدير ومحاسب ومنفذ ومصمم برامج وعامل وسكرتير الإجابة هي للتعاون لكي يؤدي كل منهم ماهو مطلوب منه وليستفيد أيضا صاحب العمل من خبرات كل منهم وايضا يقوم كل من المتبوعين بالاستفادة والافادة سواء مادية أو فكرية فصاحب العمل وهو صاحب رأس المال لا يستطيع العمل بدون العامل البسيط الذي يتقاضى أجرا زهيدا ومن ناحية أخري لقد وزع الله الارزاق حتي يحتاج كل عميل الي من يكمله ويتعاون معه.
كما أن هناك العديد من الأمثلة التي تظهر سر النجاح في التعاون فمثلا لاعب كرة لم يجد ذاته في احدي النوادي المصرية وعندما سافر الي احدي الدول الأجنبية أصبح مشهورا لأن من حوله اهتموا بطاقة معينة فيه واستطاعوا إخراجها لأن نجاحه من نجاح فريقه علي عكس تفكير من يغلبه حب الذات والاعتماد علي شخص ناجح يكون جاهزا
وتتكرر هذه التجربة مع طبيب مجتهد عندما سافر وأخرج طاقته وتعاون معه فريق عمله أثمر ذلك عن خروج طاقة جعلته طبيبا مشهورا وايضا عالم لم يحالفه الحظ بأن يخرج افضل ما عنده إلا عندما تعاون معه من حوله وساعدوه علي إجراء تجارب في مجاله ليرجع عالما مبهورا ونجاحه لا يتمثل في شخصه فقط ولكن في الفريق الذي وقف بجانبه بدعمه حتي أخرج الطاقات المكبوتة بفكره والمسلسل الناجح أو الفيلم السينمائي الذي يجسده أبطالا مشهورين واصبحوا نجوما تلمع في سماء الفن لم ينجحوا وحدهم بل كان ورائهم فريق عمل بتمثل في إعداد وتأليف وإخراج وتصوير فسر النجاح هو التعاون المشترك وتصفية النية وسر الفشل هو الحقد والحسد وحب الذات ومحاولة الصعود علي أكتاف الآخرين.
ف من هنا أناشد جميع فئات الشعب المصري العظيم وشعب بورسعيد العريق والمناضل التعاون المشترك في شتي المجالات وذلك للنهوض بمجتمعنا المصري والسعي في تقديم كل ماهو يتناسب معه من أجل رفع رايات النصر والتقدم والرقي والنجاح وذلك لأن العمل الجماعي هو بداية الوصول إلي طرق النجاح والتفوق والاجتهاد والعمل الفردي هو عمل هادم لايصل به الأشخاص إلا أسفل درجات الفشل والندم .
وفقنا الله سبحانه وتعالي إلي ماهو فيه منفعة لوطنا الغالي
العزيز وشعب مصر وبورسعيد العريق .