حتى انت يا بروتس.
دمياط/فريده الموجى
هي عباره أصبحت قولا مأثورا يقوله من لا يتوقع خيانته من المقربين.
“حتى أنت يا بروتس”، كلمه تختزل قصة أشهر الخيانات في التاريخ.
اصل الحكايه
يوليوس قيصر.. واحد من أبرز رجال روما، وأهم الشخصيات العسكرية الفذة في التاريخ، تفوق في مجالات حياته وتعليمه وقيادته لجيش بلاده،
فكان سياسيا محنكا وقائدا عسكريا ناجحا، كما اشتهر كخطيب وكاتب، وأدى دورا مهما في تحول الجمهورية الرومانية إلى الإمبراطورية الرومانية،
وهو أول من أطلق على نفسه لقب «الإمبراطور»، وخلفه العديد من الأباطرة والحكام الذين تبنوا اسمه، ويُضرب به المثل حتى الآن في الحكم والقيادة الصائبة، وهو صاحب الفضل في أن تصبح روما مركزا لإمبراطورية واسعة .
“اذا فليمت قيصر”.
يوليوس قيصر في أخر حياته قتل غدراً بالرغم من كل ما أنجز لشعبه وبلده، لكن الطمع والجشع، وحب السلطة والثروة قاد المقربين منه للتخطيط واغتياله.
فحتى لا يتهم شخص واحد بقتله أُتفق على أن لكل واحد من قاتليه طعنة يجب أن يطعنه أياها فيتفرق دمه.
كان أخر من طعنه أحب أصدقائه إليه ومحل ثقته، والشخص الأقرب إلى قلبه “بروتس” حتى قيل أنه كان ابناً له لكثرة ما أغدق عليه، ومنحه من الأوسمة والمناصب.
نظر حينها “يوليوس قيصر” في عيني صديقه وقال له:
-” حتى أنت يا بروتس”؟
-فأجابه “إني أحبك لكني أحب روما أكثر”، -فكان جواب قيصر له: “اذا فليمت قيصر”.
بحجة حب الوطن، وباسمه، وتحت رايته قتل باني الوطن، وصانع نهضته .
وكانت كلمة قيصر الأخيرة “اذا فليمت قيصر” قمة في السخرية من جلاديه وقاتلوه.
وبنفس الوقت قمة في التضحية والتفاني. لسان حاله يقول إن كان هذا في سبيل الوطن فقد سامحت غدرك وخيانتك يا “بروتس”. وإن لم يكن زعمك صحيحاً فلتعذب روحك في الجحيم
ولم تمت عبارة “حتى أنت يا بروتس” ما زالنا
نسمعها تقال بجدية أو بإطار مازح لتذكرنابخيانة أقرب الناس .