حضارتناا المصرية ………………رموز واساطير (الجزء الخامس )
كتب : محمد الشويخ
قامت الطبيعة الابدية والمتوصلة للنجوم بدور مهم فى تطور التقويم المصرى وفى معتقدات العالم الاخر المختلفة ولان النجوم الحوقطبية (حول احد قطبى الارض او السماء ) الشمالية لا تافل ابدا كان لها شان خاص وعرفت بانها “غير قابلة للفناء” وقد سميت كثير من النجوم الاكثر اشراقا وقسمت سماء الليل الى عدد محدد من “الابراج” فى ستة وثلاثين قسما او ” ” decans
وكان لكل ديكان منها مدة هى عشرة ايام وكانت صور الالهه النجمية والابراج ترسم فوق سقوف كثير من المعابد والمقابر لان كل معبد مصرى ادى وظيفة النموذج المجمع للكون كله ولان النجوم ارتبطت ارتباطا وثيقا بالمفهوم المصرى للخلود لم تكن هى وحدها سكان السموات ولكن سكان “دوات” (العالم الاخر ) ومملكة العالم السفلى للموتى التى عبرت الشمس خلالها كل ليلة واعتقد المصريين ان مظهرا واحدا للشخص المتوفى هو “البا” يجب ان تصعد لتواصل الحياة مثل عشرات الالوف من نجوم السماء ولكن النجوم كاتباع للاله اوزيريس يمكن ان تمثل الارواح ايضا فى العالم السفلى وهكذا كانت النجوم مرتبطة بمعتقدات العالم الاخر بطريقتين وبينما رمزت تلك النجوم التى زينت سقوف غرف المقبرة واغطية التوابيت الى الموطن الكونى الذى ستدخله ال “با” بيد ان نصوصا كثيرة توضح علاقة النجوم بالعالم السفلى للحياة بعد الموت ايضا
ويمكن ان يكون صنع ايقونات الصورة النجمية مختلفا تماما وبينما تستفيد الخرائط النجمية المصرية وجدوال المواقع من النقط والدوائر واشكال اخرى وكذلك النجوم ذات الخمسة اشعة الممثلة بالعلامة الهيروغليفية ها هنا ومع ان اكثر النجوم اشراقا قد رسمت احيانا كدوائر مثل اقراص شمس منمنمة وكان الحرف الهيروغيليفى للنجمة خماسية الاطراف مستخدما على نحو متكرر فى الفن المصرى ليزين بعض الصور التمثيلية للحرف الهيروغيليفى “سما” وجسم الهة السماء المتجسدة “نوت” وبطريقة مماثلة اجساد الابقار المقدسة التى تمثل الالهة “حاتحور” فى وظيفتها كالهة كونية والتى زينت فى حالات كثيرة بتصميم فنى لورقة نبات ثلاثية الوريقات يقرب جلد الابقار الطبيعى الارقط الذى يوحى هو الاخر بنمط اشبه بالنجمة
ولم يكن الاستخدام واسع الانتشار لحجر اللازورد فى الاعمال الفنية المصرية يعزى الى ولع المصريين بهذا النوع من الاحجار الكريمة فحسب ولكن بسبب لونه الازرق الغامق المرقش بنقط ذهبية تحدث على نحو طبيعى ايضا فكان رمزا طبيعيا لسماء مرصعة بالنجوم وربما يكون استخدام المعدن فى قطع معينة من الحلى وفى اعمال فنية صغيرة اخرى مهما لهذا السبب من منظور رمزى يستند الى اهمية شان النجوم
ومن اونه لاخرى يظهر ايضا الحرف الهيروغيليفى “نجمه” على مستوى ثانوى للارتباط فى اطر عامة حيث تنتج اجسام غير مرتبطة فى هذا القالب بفضل شكلها الطبيعى ويرى مثلا لهذا فى تركيب ظلال الشمس لنمط اسماه المصريين “سبا” حيث اوحى مقبضها واطارها المدعم بشكل الحرف الهيروغيليفى نجمة