كتب : محمد الشويخ
فى اطار جولات فريق حكاية وطن المستمرة للتعريف بالآثار المميزة والنادرة فى أرض مصر قام الفريق بالتعاون مع مبادرة “لفها تعرفها” بالأسكندرية بتنظيم زيارة لبعض آثار القاهرة الآسلامية شملت التكية المولوية وهو اثر فريد ونادر ويعتبر الثانى على مستوى المشرق الأسلامى كله والتكية المولوية هى مقر اقامة وذكر الدروايش التابعين لمولانا جلال الدين الرومى أشهر أئمة التصوف وصاحب كتاب مثنوى الشهير.
ويرجع تاريخ تشييد هذه التكية، الى بداية الحكم العثمانى، فلقد عُثر على وثيقة تؤكد أنها أُنشئت قبل 400 سنة، وهذه الوثيقة، المؤرخة بعام 1005هـ (1596م)، عبارة عن وقفية خاصة بأجور بعض العاملين في التكية وفي قاعة الذكر مثل أجور العازفين على الناي والدفوف
وقد شيدت التكية المولوية على انقاض أثر مملوكى اقدم هو مدرسة سنقر السعدى احد رجال الناصر محمد بن قلاوون المخلصين وشغل نقيب المماليك السلطانية وهو منصب رفيع جدا فى الدولة المملوكية ولدى النظر في أنحاء المدرسة يلفت الزائر في وسطها الصحن المكشوف الذي لم يتبق منه سوى فسقية مياه (أي نافورة)شيدت فوقها السمع خانة او حلقة الذكر اماعلى جانبي الصحن من الجهة الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية توجد بقايا غرف مربعة صغيرة يعتقد أنها كانت مخصصة لإقامة الأرامل والمطلقات الفقيرات، بالإضافة إلى أربعة إيوانات، من أبرزها الإيوان الشمالي الغربي المنفتح على الصحن والمشيد على الطراز العثماني، وفي أرضية هذا الإيوان توجد تركيبة خشبية لآخر مشايخ المولوية وهو الشيخ محمد غالب درة المتوفى 1334هـ (1915م).
اما بقية مشايخ الطريقة المولوية واهمهم الشيخ حسن صدقة أول شيوخ الطريقة فمدفون بجوار سنقر السعدى نفسه وشيوخ اخرون داخل ايوان اخر من الايونات الأربعة
اما الجزء الرئيسى من التكية وهو السمع خانة فيتكون من منصة خشبية مستديرة تتوسطها دائرة بلون مغاير للون المنصة ويحيط بها «درابزين خشبي» له بابان لدخول الدراويش وخروجهم قبل وبعد تأديتهم الذكر المولوي، وأما الطابق الثاني منه فهو عبارة عن سلم خشبي يؤدي إلى مساحات غير منتظمة جرى تخصصيها لجلوس الجمهور والمشاهدين، ومنها مكان مخصص للنساء يغلق عليه باب خشبي، ويحجبه عن الجمهور حجاب من الأخشاب المشكلة بطريقة التقاطع.
وتعتبر قبة التكية تحفة فنية حيث مثلت فيها طيور صغيرة تتجة نحو مركزها الشبيه بالشمس والطيور تمثل ارواح الدروايش كما انها مقامة على اثنى عشر عمودا وهو رقم له دلالة فى الفكر الصوفى بالاضافة الى زخارف نباتية ودوائر تمثل ايام الخلق الستة حسب التراث المأثور
وداخل حرم التكية توجد اثار أخرى قيد الترميم والصيانة وعلى رأسها قصر الامير “يشبك ” بالاضافة الى مئذنة مدرسة سنقر السعدى الفريدة .