خاطرة حوارية لإبداء الرأى :
رؤف جنيدي
وردت كلمة ( القلب ) فى ما يقرب من خمسين آية فى القرآن الكريم . خاطب الله القلبَ فيها . على أنه موضع المشاعر والأحاسيس . الحسن منها والسيئ . مثل ( الإيمان والكفر .. الهدى والضلال .. الحب والكره .. الرحمة والغلظة .. البصيرة والعمه .. الإبصار والعمى .. اللين والقسوة ) …. إلخ من المشاعر المتضادة لدى الإنسان ..
حتى أن بعض الآيات تكلمت عن الربط والشد والطبع والختم على القلوب . كما فى حال أم موسى . ( لولا أن ربطنا على قلبها ) .. وكما فى دعاء سيدنا موسى على فرعون وملأه … ( ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم ) … ( ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون ) .. ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ) .. ومنها ما تكلمت عن مرض القلب وسلامته .. الآية ( فيطمع الذى فى قلبه مرض ) …. والآية ( إلَّا من أتى الله بقلبٍ سليم ) ..
فضلاً عن أننا سمعنا رواية ( لا ادرى مدى صحتها ) تقول : أن النبى صلى الله عليه وسلم أجريت له فى الصغر عملية جراحية ربانية . أُخرج فيها من صدره كل ما يُفسد القلب ويؤثر فى صفاءه ونقاءه وطهره وعفافه .
فهل يشير كل هذا إلى أن القلب المشار اليه فى القرآن هو ذلك العضو الذى يقع فى الصدر منا والذى يقوم بوظيفة ضخ الدم ؟ . وخصوصاً إذا تذكرنا الآيتين الكريمتين ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور ) … لاحظ : جملة ( التى فى الصدور ) .. والآية ( وما جعل الله لرجلٍ من قلبين فى جوفه ) . والحديث الشريف يقول ( الا وإن فى الجسد مضغة إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله . ألا وهى القلب ) لاحظ أيضاً كلمة ( مضغة ) . وإذا كان بالفعل هو : فماذا فى هذا العضو الصغير ليفعل كل ذلك ؟!! .. وكيف ربط الله على القلوب أو شدَّ عليها أوطبع عليها أو ختم عليها أو جعل عليها أكنة أوجعلها غُلفاً أو وضع عليها أقفالها ؟!! .
مع الوضع فى الإعتبار : أن القلب ( طبياً ) بالفعل هو العضو الوحيد تقريباً الذى يضطرب آداؤه باضطراب المشاعر وتقلباتها ..
نتشرف بسماع الآراء الفكرية والفقهية والطبية …