ختاماً : _
رؤف جنيدي
مر شهر رمضان . وانسابت أيامُه المباركات من بين جوارحنا وقلوبنا كما تنساب حبات المسبحة بين أصابع المسبحين . يوماً يوماً وحبةً حبة . وها نحن قد شارفنا على الوصول للمِئذنة تتويجاً لما قدمناه . فليقف كل منا فوق مئذنةِ أعماله . وعلى آخر درجات سلم القبول والإستجابة فى هذا الشهر الفضيل . وليعتلى كل منا قمة نفسه . وسدرة روحه وخشوعه بعد صلاةٍ وصيامٍ وقيامٍ .
وأن نرفع أكفَّ الضراعة إلى الله ونناجيه :
اللهم بحق كل سجدةٍ سجدناها . وكل آيةٍ قرأناها . وكل لقمةٍ بعد جوعٍ . وكل شربةٍ بعد عطش . وكل معروفٍ قدمناه . وكل منكرٍ تجنبناه ( إن كان قد قُبل ) . أن ترفع عنا وباءً حل بنا . وشتت جمعَنا . وأقض مضاجعَنا . وأنهك كواهِلنا . وقطع أرحامَنا . وأفقدنا أعزاءَنا .
ندعوك ربنا لتحل بنا قدرتك . وينزل بنا أمرُك . فما أمرك إلَّا واحدةٌ كلمحٍ بالبصر .
فكما رفعت الطوفان عن قوم نوحٍ بأمرين : قلت يا أرض إبلعي ماءَك فابتلَعَت . وقلت ياسماء أقلعي فأقلَعَت . فغِيضَ الماء وقضى الأمر . نسألك اللهم أن تأمر : ليغيض عنا الوباء . ولتستوى سفينة المرضي على جُودى الشفاء .. ولتستقر أرواح الموتي في أحضان الشهداء . واجعل من مات منا غُرةً لأهله فى الملأ الأعلى . وسفيراً لهم إلى جنتك ورضوانك . واجعل لنا ياربى من كلا الأمرين خيراً .
إما النجاة من الداء . وإما الصبر على البلاء …