بقلم / نجاح حجازي
وُلد اليقين والحب الآبدي محمدًا عليه الصلاة والسلام فجر الإثنين 12 من ربيع الأول من عام 53 ق هـ.
الموافق ل 22 أبريل من عام 571 ميلادية، في دارِ عقيل بن أبي طالب، و قابِلَتُه أم عبد الرحمن بن عوف، فسقَطَ ساجدًا بينَ يَديها، ثمَّ رَفَعَ رأسهُ وإصبعيهِ إلى السَّماء. وأكدت ومعها ام عثمان ابن العاص ب لحظة ميلاده : رأينا نوارا اضاء لنا مابين المشرق والمغرب.
وعندما سأله اصحابه عن نفسه قال : (دعوة ابي ابراهيم وبشري عبسي ورأت امي حين حملت بي كانه خرج منها نورا أضاءت له قصور بصري من ارض الشام).
وحسب كتاب “تاريخ الاحتفال بالمولد النبوى” للدكتور إسماعيل سامعى، فإن الاحتفال بالمولد النبوى، وفقا للتقليد الميلادى، يرجع إلى عهد الملك مظفر الدين التركمانى الذى حكم أربيل بعد سقوط الدولة السلجوقية، حيث أقام الاحتفال الأول بالمولد النبوى عام 586 هـ، 1190 م، وكان ذلك فى يوم 20 أبريل، والذى ظل معتمدا طيلة وقت الخلافة العثمانية.
ومع ذكري مولده الكريم وقف عقلي امام المعجزات والعلامات التي أكدت انه خاتم النبيين وتاملت قدرة الواحد الأحد وخرت روحي ساجدة تنادي سبحانك ربي ماأعظم قدرتك !
فمابقي في الارض من دابة ولا طائر في السماء الا وعلم بمولده بل وبني في الجنة سبعين الف قصرا من الياقوت الاحمر وسبعين الفا من لؤلؤ رطب، وقيل للجنة : اهتزي وتزيني فإن نبي أوليائك قد ولد فضحكت الجنة وتبقي ضاحكة ليوم القيامة ،
وما من جبل الا نادي صاحبه بالبشارة،
بل وقدست الأشجار اربعين يوما فرحا به وضرب بين السماء والأرض سبعين عمودا من نورا مختلفي الأنوار،
وبشر آدم بمولده فزيدت الحسنة سبعين ضعفا ،ونكست الاصنام بأمر الله وصاحت وولولت وسمعوا صوتا من الكعبة يقول : يا آل قريش جاءكم البشير جاءكم النزير، معه العز الأبد، والربح الأكبر وخاتم الانبياء والمرسلين.
وسَبَقَت ولادة الحبيب رؤية لأمِّه ” آمنة بنت وهبٍ” أَنَّهَا أُتيت فِي مَنَامِهَا لَمَّا حَمَلَتْ بِرَسُولِ الله -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقِيلَ لَهَا : “إِنَّكِ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَإِذَا وَقَعَ بِالْأَرْضِ قُولِي أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ، ثُمَّ سَمِّيهِ مُحَمَّدًا “
وقالت “رأيت البيت حين وضع وقد إمتلأ نورا ورأيت النجوم تدنو حتي ظننت انها ستقع علي”.
وكانت تَصِفُ حملَها فَتنفي عنهُ الشُّعور بما تَشعُر به النِّساء إذا حملن، فليسَ في حملِها تعبُ النِّساء ولا ما يَجدنهُ من ألمٍ وضعف، بل ورأت أثناءَ حملِها كأنَّ نورًا خَرَجَ منها فأنارَ لها حتَّى قُصورَ بُصرى من أرضِ الشَّامِ ،فَلَمَّا وَضَعَتْهُ أخبرت جَدَّه عبد المطَّلِبِ بأمرِهِ، فأخذهُ فدَخَلَ بهِ إلى الكعبةِ وعوَّذهُ ودعا له، ثمَّ أسماهُ محمَّدًا ؛ ليكونَ محمودًا في العالمين.
وتصدع في تلك الليلة إيوان كسرى،ملك الفرس ” أنوشران “حتي سمع صوته وسقطت منه أربع عشرة شرفة و جفت بحيرة ساوة، و كانت تسير بها السفن بجنوب العراق وفاض وادي السماوة، وخمدت نيران فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام لا ليلا ولا نهارا ،
ورأى “الموبذان” وهو عظيم المجوس في تلك الليلة بمنامه : إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانسربت في بلادهم،
وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة،ولم يبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها من الجن وعظمت قريش في العرب.
وحجبت عن ابليس السموات السبع بعد أن كان يخترقها، ثلاثة حجبت عنه بمولد “عيسي عليه السلام “والسبع سموات حجبت بمولد النبي “محمدا” ورميت الشياطين بالشهب.
وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه، وقالوا: ما الذي أفزعك يا سيدنا؟ فقال لهم: ويلكم لقد أنكرت السماوات والأرض منذ الليلة، لقد حدث في الأرض حدث عظيم، ما حدث مثله منذ رفع الله عيسى ابن مريم عليه السلام، فاخرجوا وانظروا ماذا حدث؟ فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا: ما وجدنا شيئا،
فقال إبليس لعنه الله: أنا لهذا الأمر ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم، فوجد الحرم محفوفا بالملائكة، فذهب ليدخل، فصاحوا به فرجع ثم صار مثل الصر وهو “العصفور” فدخل من قبل حراء
وقال له جبرائيل: ما وراءك لعنك الله؟ فقال له: ما هذا الحدث في الأرض؟ فقال له: ولد محمد صلى الله عليه وآله، فقال له: هل لي فيه نصيب؟ قال: لا، و زم إبليس وكبل وألقي في الحصن أربعين يوما وغرق عرشه اربعين يوما.
اللهم متعنا بعفوك و رحمتك برؤيا حبيبك المصطفي عند الحوض وبرفقته في الفردوس الاعلي ياارحَم الراحمين ،
نعم ..من رحم امك ياسيدي خرجت نورا ومعك نورا اضاء الدنيا شرقا وغربا.