خطاب تاريخي لرئيس الجمهورية اللبنانية (عون) عشية نهاية ولايته
سهى خيزران
القى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، ليلة أمس الخميس، خطاباً توجه فيه الى اللبنانيين، معلنا موافقة لبنان على الصيغة النهائية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية بعد التشاور مع رئيسي الحكومة والبرلمان، وبعد موافقة إسرائيل على الإتفاق الذي تم بوساطة أميركية
وقال عون في كلمته إن الاتفاق “إنجاز تاريخي” ويتوافق مع المطالب اللبنانية ويحفظ حقوق لبنان، مؤكدا أن بلاده حصلت على كامل حقل قانا النفطي من دون دفع أي تعويض، واستعادت بموجبه 860 كيلومترا مربعا من المنطقة المتنازع عليها، ولم تقدم أي تنازلات جوهرية، مع العلم إن التعامل مع مسودة الاتفاق على انها اصبحت سارية المفعول بمجرد موافقة حزب الله ورئيس الجمهورية عليه امر غير دستوري ويدل على عدم احترام الاسس والاصول الدستورية، ويشير الى وجود بنود غير معلنة يجري العمل على اخفائها عن جمهور اللبنانيين. تعمد عون في خطابه التطرق الى ملف الترسيم ، كان همه فيها الادعاء أمام اللبنانيين أن الاتفاق نتيجة جهود قام بها النائب السابق جبران باسيل وهي محاولة بدت جدا هزيلة من رئيس جمهورية يفترض أنه رئيس كل البلاد. ، هذا الخطاب المسهب لعون قبل أيام من نهاية ولايته وتعداد ما سماها إنجازاته لن يمحو السنوات الست العجاف التي تحملها اللبنانيون منذ بداية هذا العهد الذي لا يحق لها ادعاء أي إنجاز، كما أن جلسة مجلس النواب التي حصلت قبل إلقاء خطاب رئيس الجمهورية اللبنانية والجلسة التي سبقتها أظهرتا انقسامات وشرذمة واضحة في صفوف النواب مما لا يمكّن اي فريق من تبني أي مرشح دون الفريق الآخر.
بات من المؤكد انه و لأول مرة، حزب الله لا يمسك باللعبة بشكل نهائي وهو غير قادر على التوفيق حتى بين حلفائه لذا يدعو إلى التوافق ، كما يبدو جليا أن حزب الله يهرب من المناورة إلى المأزق، وفريق الممانعة يعاني من مشكلة عدم قبول حليفيه الوزيرين جبران باسيل وسليمان فرنجية بالتنازل للآخر وبالتالي يراهن على عامل الوقت كما حصل عند انتخاب الرئيس العماد ميشال عون. ….. حمى الله لبنان من زمرة فاسدين .