دور الأسرة في بناء المجتمع
بقلم اماني عبد الجواد
تتعدد الجهات المساهمة فى تشكيل كيان وهوية وثقافة المجتمع ،
فالأسرة هى اولى الكيانات المكونة لبناء الفرد والمؤثرة الكبرى فى حياته، وانطباعات التربية داخل الأسرة لها عظيم الأثر فى تكوين أخلاقه وثقافته ووعيه وإدراكه للعالم حوله
ومن بعدها تأتى مؤسسات عدة كالمدرسة والنادى وهم أيضا مساهمين فى تشكيل شخصية الطفل ونقل انواع التعلم والمعرفة له،
وذلك لابد أن يكون تحت رقابة وإشراف الأسرة التى يجب عليها متابعة الاطفال ومعرفة ما يتعرضون له ،ومشاركتهم لكشف الثقافات الغريبة عنهم وإدراك الأمور الخاطئة التى قد يقوم بها الآخرون قبل أن تترسخ لديهم وتصبح شيئا عاديا ضمن ثقافتهم،
فالمجتمعةو الاصدقاء تأثيرا غير هين فى حياة الأطفال ، مما يجعله بالخطورة التى تستوجب عدم إهمال هذا المؤثر ، والانتباه له ،
بل والمشاركة فى اختيار الاصدقاء والتوعية بأهمية اختيار الرفقاء بشكل صحيح ،
وايضا للإعلام دور كبير لا يستهان به فى تشكيل وعى وثقافة المجتمع واخلاقه ، بل إنه الآن أصبح اكبر وأهم تلك المصادر
ومن المحزن أنه أصبح اكبر مصدر للسلبية وإبراز المساوئ والاقتداء بها وانهيار القيم والمبادئ والدين والأخلاق ،
بعد أن كان مصدرا من مصادر بناء الوعى والفهم والثقافة المجتمعية بما كان يقدم من برامج دينية وعلمية واجتماعية حياتية وثقافة عامة ،
حتى المسلسلات والافلام الترفيهية كانت تحمل ضمن أحداثها رسائل أخلاقية ودينية سامية يتم من خلالها المشاركة فى عملية الفهم وبناء الوعي ،
ومن ضمن مساوئ الإعلام انتشار السوشيال ميديا بشكل كبير فى المجتمع والتى أصبحت كالادمان نتناوله بشكل اجبارى ليلا ونهارا
دون قيد أو شرط ، واتاحته بهذا الشكل الغير مشروط لجميع الاعمار والفئات الاجتماعية دون وعى أو فهم لمخاطره _هو المصيبة بعينها ،
حيث أفرزت تلك التشوهات التى تطرأ علينا ولا نستطيع أن نضع لها حدا حتى الآن ،
هناك حروب عدة على الهوية العربية التى أصبحت على أعتاب الانهيار الكامل بسبب ثقافات مختلفة تعمل بكد على التخلص
منها فالأسرة أصبحت مفككة والأخلاق فى انهيار والثقافة منعدمة والدين مفقود وغريب
وليس لنا سوى تضافر جهودنا جميعا كل فى مجاله لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه والسعى للعمل الجاد كما أمرنا الله