دولة التطرف..
بقلم عبير مدين
عندما نسمع او نقرأ كلمة تطرف يذهب الذهن تلقائيا للتطرف الديني والحقيقة أن التطرف موجود في كل ما يحيط بنا المشاعر عرضة للتطرف الظروف و البيئة حولنا عرضة للتطرف
التطرّف هو تعبير نسبي يستعمل لوصف أفكار أو أعمال ينظر إليها من قبل مطلقي هذا التعبير بأنها غير مبرّرة. وهو يشير إلى المغالاة السياسية أو الدينية أو المذهبية أو الفكرية، وهو أسلوب خطِر مدمِّر للفرد أو الجماعة تبذل بعض الدول جهودًا مضنية للقضاء على التطرُّف
أما أن تجمع عدة أمور متطرفة في آن واحد فهذا يدعو للدهشة يجعل الآخرين في حيرة من أمرك وتراه لا يترك جانبا في حياة الفرد إلا وعمل على تدميره والعجيب أن يتم هذا التدمير تحت سمع وبصر الدولة ويمر تحت مسميات عديدة منها
النوع الأول التطرف الإبداعي
خلال السنوات الماضية خرجت علينا الدراما المصرية بعدد من القنابل المدمرة فصورت المجتمع المصري انه مجموعة مخمورين وعاهرات و بلطجية و متحرشين وكأنها مؤامرة لتدمير هذا المجتمع فالأطفال و المراهقين يسارعون بتقليد ما يشاهدونه وأصبح كاتب الورق يمعن ويتفنن في إظهار هذا البلطجي بمظهر يتعاطف معه الجمهور ويجد في الضال مثلا أعلى وطريقا يصل به لمبتغاة ويا حبذا لو كان القائم بدور هذا الفاسد نجمك المفضل
أصبحنا نعاني من كوارث هذا التطرف ألا أخلاقي أصبحنا نصرخ من عواقب هذا الإبداع الذي سقط ضحاياه زهرة شبابنا فانتشرت الجريمة بينهم انتشار النار في الهشيم وأصبحت الألفاظ الغير لائقة يتجرعونها تجرح الماء و العصائر و أصبحت الفضيلة ضيفا غير مرغوب فيه !
النوع الثاني التطرف الإعلاني
مابين إعلانات شراء الكومبوندات و الشاليهات و الفيلل و الأبراج المطلة على مناظر تسلب الألباب وقف قطاع عريض من الشباب اكتفى بان يتفرج على هذه الجنة المحرمة ناقما على عيشته يعاني الفقر و البطالة و العنوسة
و من العجيب أن يتم إذاعة هذه الإعلانات بالتبادل مع إعلانات تبرع ولو بجنيه مع مشاهد تستعطف المشاهد وتجعل قلبه يتمزق وربما تجعل الكوابيس تطارده
وتجعلك تتعجب كيف نكون شعب بهذا الثراء وهذا الفقر في أن واحد !
النوع الثالث التطرف الإخباري
حين تخرج علينا البرامج و المواقع الإخبارية تتحدث عن انجازات المسؤولين فتشعر أن الحياة أصبحت وردية ثم تنزل إلى الشارع وتجلس مع العمالة المقطوعة التي تجد بالكاد قوت يومها وربما لا تجده وتقف في صفوف أرباب الأسر من الطبقة المتوسطة وتحت المتوسطة تصيبك الدهشة أين ذهبت تلك الانجازات؟! ولمن تحققت ؟!
ومن هنا ادعوا صحاب مبادرات دعم الرئيس ودعم الدولة أن يكون لهم دور ايجابي بعيدا عن الشو الإعلامي و المزايدات الوطنية واتهام أي معارض بالعمالة و الخيانة بأن يحاربوا هذا التطرف الذي اضر بكيان الوطن نريد أن نكون دولة سوية لا دولة تطرف
نريد أن نقف على أرضية وسط فهذا التطرف ندفع ثمنه جميعا