كتبت/ ندي وائل
جاء المسيح له المجد إلى مصر وهو طفل صغير مع امه مريم العذراء والقديس يوسف النجار حيث تركت العائلة المقدسة فلسطين وطنها وأتجهت نحو البلاد المصرية قاطعه صحراء سيناء حتى وصلت شرقي الدلتا مجتازه بعض بلاد الوجه البحرى في القاهرة ومنها إلى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط ثم إلى جبلها الغربي حيث المغارة المعروفة التي حلت بها العائلة المقدسة وفيما بعد قام بجانبها دير العذراء الذي يرتبع فوق صدر هذا الجبل مطلا على الوادى الأخضر الممتد شرقا حتى مجرى نهر النيل وكان مجئ العائلة المقدسة إلى جبل اسيوط في شهر أغسطس وهو الذي يحل فيه صوم العذراء ولهذا يقيم الدير احتفالاتة الدينية سنويا تبداء من يوم 7 أغسطس حتى 21 من نفس الشهر كل عام ويفد اليه ملايين الزوار من كل البلاد المسيحيين والمسلمين.
ويعتبر دير السيدة العذراء بالجبل الغربى بمدينة أسيوط واحدا من أهم الأماكن المقدسة بالنسبة للمسيحيين فى مصر وخارج مصر واستمد هذا الدير شهرته ومكانته من زيارة السيدة مريم العذراء وسيدنا عيسى خلال رحلة العائلة المقدسة إلى مصر حيث كان هذا الدير هو آخر مكان للعائلة المقدسة ومنه عادوا إلى فلسطين.
يقع دير العذراء بالجبل الغربي لمدينة أسيوط على أرتفاع مائة متر من سطح الأرض الزراعية ويبعد عن مدينة اسيوط نحو عشرة كيلومترات في قرية تسمي “درنكة” وهي احدي القري التي تتبع مركز اسيوط اداريا تقطعها السيارة في ربع ساعه وللذهاب إلى الدير يعبر الزائر بالمدينة غربا حتى يرى نفسه في مواجهة جبل اسيوط الواقف منتصبا وعنده يتجه جنوبا ثلاثة كيلومترات أخرى إلى قرية درنكه ثم يتجه نحو الطريق الصاعد إلى الجبل مسافة كيلومتر وفي نهايته تصل السيارة أمام أبواب الدير كما يمكن للزائرين يصلو إلى الدير عن الطريق الدائرى الذي يبدا عند الكيلو 3 قبل الدخول إلى مدينة اسيوط من الجهة الشمالية وعند الكيلو 4 من الجهة الجنوبية.
يوجد بالدير مجموعه من الكنائس أقدمها كنيسة السيدة العذراء المغارة وطول واجهتها 160 مترا وعمقها 60 مترا وهى منذ نهاية القرن الأول المسيحي ومما جدير بالذكر أن مغارة الدير هذه ترجع إلى حوالى 2500 سنه قبل الميلاد وهناك كنائس اخري مثل كنيسة العذراء المنارة ، وكنيسة ماريوحينا، وكنيسة الميدان ، وكنيسة النجمة ، وكنيسة الصليب ، ويوجد بالدير كثيرا من الابنية يصل بعضها إلى خمسة أدوار وهي عبارة عن فنادق اقامة للذين يفضلون الاقامة طوال احتفالات السيدة العذراء وبها قاعات كبيره للخدمات الدينية والاجتماعية والانشطه الفنية وحجرات للضيافة والاقامة وكافتيريات تقدم الخدمة للزائرين طوال العام.
يزور الدير أعداد كبيرة من المسيحيين والمسلمين سنويا ووفقا لآخر الإحصائيات فإن عدد الزوار وصلو إلى أكثر من 2 مليون شخص فى الليلة الختامية ويحرص عدد كبير من أبناء الدول الأفريقية خاصة إثيوبيا على الحضور فى الليلة الختامية ويمارسون بعض الطقوس والصلوات الخاصة بهم.
للدير رسالتة الدينية فمنذ فجر المسيحية أستمر المسيحيون يتوارثون الاقامة به ولما بدات الحركة الرهبانية في القرن الرابع المسيحي قامت بهذه المنطقة أديره كثيره للرهبان وللراهبات ومن أشهر الذين عاشوا به القديس يوحنا الاسيوطى ويقيم الدير الصلوات وسر العماد يوميا ويستقبل الزائرين من الساعة السادسة صباحا وبغلق أبوابة السادسة مساء ولكن يمتد الميعاد إلى الحادية عشر مساء خلال شهر أغسطس أما المبيت بالدير فيكون بموجب تصريح سابق.
ويعتبر دير العذراء بجبل أسيوط من المعالم السياحية الهامة في البلاد المصرية يقصده الألاف من الزائرين أجانب ومصريين على مدار السنة ليتعرفوا على المكان الذي انتهت اليه مسيرة العائلة المقدسة ومنه بدأت رحلة العودة ولقد تجلت العذراء بصورة نورانية وما زالت تظهر بين الحين والآخر في هذا الدير المبارك حيث يجد الناس الهدوء والراحة والسلام والمسرة.