رأس الحكمة مخافة الله
بقلم : نشأت فل صمؤيل
عواصف وهزات وتبقي مصر قوة وثبات
أثرت بعض الثورات الحديثة علي مصر تأثيراً سلبياً كبيراً وتركت بعض السلوكيات الغريبة
علي مجتمعاتنا في غياب دور التعليم واصبحنا نعاني من عاصفة أخلاقية
ومؤخراً أزمة إقتصادية مريرة تجتاح مصر لكنها يبدو انها ترحل رويداً رويداً
إنتظرنا كثيراً أخبار عن قرب إنتهاء هذه الأزمة الاقتصادية شغوفين لسماع أخبار إيجابية وسعيدة لا لشئ
إلا خوفاً علي كيان الوطن وبرغم من الأخبار كانت لا تأتي لنا بخير إلا إننا لم نيأس لأننا نعلم علم اليقين
ان مصر عبر تاريخها هي كبيرة بمقدراتها وقادرة بابناءها وانها تستطيع اجتياز المحن والصعوبات فهي
كما عرف عنها تمرض ولن تمت يصيبها الضعف والهزال لكنها تنشط وتتشدد وتقوى.
لأن مصر هي حضارة .. مصر هي تاريخ .. مصر هي موقع جغرافي يتعجب له العالم
مصر هي شعب عظيم يقولون عنها انها ولادة كما يقولون عنها (أم الدنيا)
أما أنني أقول عنها
(مصر هي الدنيا انها ليست كما يوصفها الكثيرين بأوصاف عظيمة وكفى ، لأن هي لا يكفيها وصف
فهي فوق كل وصف مصر هي العالم والعالم هو مصر) من يعارض الرأي هو لا يعرف حقيقة مصر
وتفاصيل حضارتها هذه الحضارة التي رسخت قواعد الأخلاق
فكانت حضارة أخلاقية جعلت جوهرها ( الحق والخير والعدالة )
فكان القدماء منهم ( بتاح وحتب واني )
والكثيرين أيضاً قدموا لنا المعيار الخلقي للعلم والمعرفة الذي نظم الكون والمجتمع
وقدر إجدادنا المصريين القدماء إحترام الإنسانية وإعلاء القيم العليا
وهو ما حفظه لنا التراث القديم وتجلي في قوانين ماعت الأثنين والأربعون
هذه
مصر كانت ومازالت
فإن الجينات المصرية تواصل وتتواصل وتبقى نابضة في قلب وعقل المصريين
فهم سائرون في كل دول العالم يقدمون فكراً وإبداعاً كعلامات مضيئة لهذه الأوطان
لذلك فان مصر كبيرة علي السقوط حتي لوسقط العالم كله مصر لن تسقط ابدا
فإن الكرة الأرضية بدون مصر بمقدراتها وابناءها لا قيمة لها فقد تفقد توازنها
وتصبح تائهة بين الكواكب والمجرات
لأنها مصر بشعبها الطيب مصر أساس هذا الكون ومحور الجاذبية الأرضية
لكن دعونا نقف أمام واقع مؤقت فإننا الان أمام تراجع أخلاقي غير معهود علينا
وغريب عنا في ظل أحداث إقتصادية مريرة بدأت بأوبئة وحروب متتالية وتهديدات حدودية
وإبتزازات نهرية وطعن في القضية الفلسطنية وأيضا الإنفاق الكبير في بناء البنية التحتية
كلها أسباب عديدة مجمعة أدت إلي ضعف الاقتصاد إلى أن جاءت الأقدار لتترفق بنا قليلاً
وتتدخل مصر بطبيعتها الساحرة وتقدم لنا مدينة رأس الحكمة ويظهرها السياسيين أمام أعين المستثمرين .
وللحقيقة … لا أعلم انها اقدار أم ثمار لأن هناك واقع يتحدث عن لولا مدينة العلمين
والطرق بالمواصفات العالمية والقطار السريع . إلى آخره من إنجازات عظيمة
لما كانت هذه الاستثمارات وكل الشكر والتقدير للقيادة السياسية والوفد المفاوض في إتمام هذه الصفقة
وأننا نشعر بإستبشار وإرتياح لكنه تفاؤل حذر فيما هو قادم.
وسوف ترحل الأزمة الإقتصادية لكن يتبقى لنا تحديات أخرى أكثر أهمية إنها العاصفة الأخلاقية
وليس في هذا حرج وإن علينا التحلي بروح الشجاعة والمواجهة مع أنفسنا
إن الأنظمة السابقة ربما كانت لا تبالي كثيرا بالتعليم وبطبيعة الحال قد آلت الأمور إلى إنحرافات سلوكية
وإنخفاض أخلاقي … والآن فإننا إذا شاهدنا أسرة أو عائلة تعان من ضيقة مالية نجد رب هذه الأسرة
قد يلجأ إلى التخلي عن بعض الأولويات بحرص وعناء من أجل البقاء
وإننا في كل الأحيان نقبل ونتحمل من أجل بقاء وإعلاء الكيان
لكن مازال أبرياء هذا الوطن يبحثون عن ذاتهم ناظرين ومنتظرين الكثير وإننا نترقب بشغف إصدار
قرارات تنهض بالتعليم بمضمون وإهتمام غير مسبوق بمشاركة مجتمعية ومرجعية أكاديمية للأبحاث
والرسالات العلمية ولنبدأ بكيفية تنمية المهارات السلوكية لتلاميذ المرحلة الإبتدائية
كما نحن أيضا ننظر إلى ذاتنا ونبحث عن مستوى الصدق داخلنا والتخلي عن إظهار حسناتنا ونفحص سيئاتنا
ونرتدي ثوب الحقيقة أمام أنفسنا ونرجع إلي الخير الذي هو فينا ونعود إلي قيمنا الراسخة في وجداننا منذ آلاف السنين
وأن نخشى الله
لأن رأس الحكمة مخافة الله