الاخصائي النفسي والتخاطب
محمد أبوزيد عثمان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ….
بعد قرأتك للعنوان قد تظن أنني سأتحدث عن أن الطفل ينظر لنفسه أنها غير ناقصه أو ليس لديه عيوب تُذكر لكنني أعني بهذا العنوان شيء مختلف تماما .
عندما يمر الكبار بالطفل فيلومونه على كل سلوك يقوم به اعتقادا منهم أن هذا مثالي مما يجعل الطفل يشعر بخطأ ما يقوم به رغم عدم خطئه للوم الكبار إياه فعل هذا السلوك مما يشعر الطفل بالذنب لقيامه به مع تكرار اللوم والمعاتبة من الكبار يجعل الطفل يرى مثاليه البعد عن هذا السلوك رغم عدم خطئه.
لذلك أقول لنفسي لماذا لا أنظر إلى رؤية الطفل للكبار في هذا ؟
فرأيت أنها تكون واحدة من التالي….
أن يرى الطفل الكبار يضطهدونه في حين قيام زملائه ومن بسنه أيضا بهذا السلوك .
وهذا خطير جدا يجعل الأطفال يبحثون عن الطريقة التي تُنفس عن شعورهم بالاضطهاد من عناد وعدوانية ومحاولات لفعل السلوك بشكل مبالغ فيه وفعل ما هو ليس مرغوبا.
أن يرى أنه مخطئ وان الكبير على حق.
وهذا أخطر من السابق فهو سيكون انسحابي غير قادر على المواجهة يظن أن الجميع يهتمون بسلوكه وينظرون إلى أخطائه مما يجعله يعاني من عده اُمور.
منها الانسحاب والرهاب الاجتماعي ومشاعر الذنب والاضطهاد والاكتئاب وقد يصل به الحال بعد مواجهة مواقف الحياة إلى أمراض مزمنة وخطيرة كالسكر والضغط وغير ذلك .
يرى الكبير على خطأ ويحاول أن يوصله أنه لا يفعل هذا السلوك.
وهذا الطفل يرى أنه على رغم معرفته صحة السلوك يحاول أن يثبت للكبير أنه لا يفعله لأنه نهاه عن ذلك ليحصل على الثناء من الكبار .
وفي الغالب مثل هذا إن رأي الكبير يفعل نفس السلوك فإنه لا يهتم لأنه يعرف أن السلوك صحيح مما يجعل الأمر يصل به إلى الكذب المستمر والخداع والتبريرات الكاذبة للسلوك والظهور بالسلوكيات المقبولة اجتماعيا وعدم قبولها شخصيا من داخله أي ما يسمى بميكانيزم التكوين العكسي.
وهذا كله إن كان له هدف فهو أن يحاذر الكبار في نهى الطفل عن السلوكيات المقبولة ولا أعني بكلامي عدم تحذيره من أي سلوك لا بل أعني تحذيره بشكل مقبول
إن لم تفعل فسأهديك هديه
أو إلهائه بسلوك آخر .
باب التربية ومشكلات الأطفال كبير جدا لا يسعها مقال واحد فقط لذلك لا عيب في قراءة كتب علم النفس في هذا الفرع فهي وفيرة جدا
هذا طفلك تعلمه فأنت أكثر من يستطيع ذلك