رمضان بالمصرى ..الكنافة والقطايف قصة عشق رمضانية
بقلم / الكاتب سمير احمد القط……
—-
حظيت الكنافة والقطايف بمكانة هامه فى التراث العربى والشعبى ، وكانت ولا تزال احد عناصر فولكلور الطعام فى مائدة شهر رمضان المبارك ، وربما البعض منا خاصة الاجيال الشابة يتسأل عن تلك الوجبه من الذى صنعها وابدعها لهذا الشكل ومتى وكيف ولماذا واين ؟ ومن خلال مقالى البحثى هذا سأحاول الاجابة ،
تُشير الروايات إلى أن أول من قُدم له الكنافة هو معاوية بن أبى سفيان زمن ولايته للشام ، كطعام للسحور لتدرأ عنه الجوع الذى كان يحس به ، واتخذت الكنافة مكانتها بين أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون ، وقيل إن الكُنافة صُنعت خصيصًا لسليمان بن عبد الملك الأموى لهذا نجد أن أهل الشام يُعدُّون من أبرع المختصين بصنع الكُنافة، كما قيل إن تاريخ الكنافة يعود إلى المماليك وقيل إن أصل الكنافة يرجع إلى العصر الفاطمي،
وقد عرفها المصريون قبل أهل بلاد الشام، وذلك عند دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة حيث كان ذلك في شهر رمضان، فخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار ويتسارعون في تقديم الهدايا له ومن بين ما قدموه الكنافة على أنها مظهر من مظاهر التكريم ، ثم إنها انتقلت بعد ذلك إلى بلاد الشام عن طريق التجَّار، وهناك ابتدع صانعو الحلويات بالشام طرقًا أخرى لصناعة الكنافة غير التي تفنَّن بها المصريون،
فأضافوا لها الجبن، خاصةً النابلسية التي تشتهر بها مدينة نابلس، وكذلك أضافوا لها الفستق وقاموا بالتفنن في صناعتها بطرق مختلفة ومما يدل على الأثر العظيم الذي أحدثته الكنافة في نفوس المجتمع المصري أن شيخ الإسلام جلال الدين السيوطي قام بجمع ما قيل في الكنافة في رسالةٍ سماها
“منهل اللطائف في الكنافة والقطايف” ومن لا يأكلها فى الأيام العادية ، لابد أن تتاح له – على نحو أو آخر فرصة تناولها خلال رمضان ، وأصبحت بعد ذلك من العادات المرتبطة بالطعام فى شهر رمضان فى العصور الأيوبى والمملوكى والتركى والحديث. باعتبارها طعاماً لكل غنى وفقير مما أكسبها طابعها الشعب
أما القطائف فيرجع تاريخ نشأتها واختراعها إلى نفس تاريخ الكنافة وقيل هي متقدمة عليها أي أن القطايف أسبق اكتشافًا من الكنافة حيث تعود إلى أواخر العهد الأموي وأول العباسي، وفي روايات أخرى أنها تعود الى العصر الفاطمي. وقيل بل يرجع تاريخ صنعها إلى العهد المملوكي حيث كان يتنافس صنَّاع الحلوى لتقديم ما هو أطيب، فابتكر أحدهم فطيرة محشوَّة بالمكسرات وقدمها بشكلٍ جميلٍ مزينة في صحنٍ كبيرٍ ليقطفها الضيوف ومن هنا اشتق اسمها القطايف ، وتعد الكنافة او القطايف من الحلويّات الدارجة في جميع الفصول والمواسم، ويكثر تحضيرها على وجه الخصوص في شهر رمضان؛ فهي تُنشّط الصائم بعد الإفطار،
وتمدّه بالطاقة والسعرات الحراريّة اللازمة له؛ فهي غنيّة بكميات كبيرة من السكر والفيتامينات وتحتوي على كميّات كبيرة من البروتينات واليود والحديد والفسفور. تُحضّر الكنافة في جميع الحفلات والمناسبات؛ لأنّ مذاقها رائع، ولكن يجب الاعتدال في تناولها حتى لا تُسبّب الضرر والسمنة، وتشتهر كلّ من بلاد الشام ومصر والعراق بصنع الكنافة، وفلسطين تشتهر على وجه الخصوص بالكنافة النابلسيّة،
وهناك أنواع عديدة للكنافة مثل: الكنافة الناعمة التي تكون عجينتها ناعمة جداً، والكنافة الخشنة والّتي تكون الشعيريّة المستخدمة في تحضيرها طويلة، والكنافة المحيّرة والتي تُحضّر من الناعمة والخشنة معاً، والكنافة المبرومة، وتكون الشعيريّة المستعملة في تحضيرها أيضاً طويلة وهي مبرومة الشكل. الجميع معتادون على شراء الكنافة جاهزةً من الأسواق،
ولكن من الممكن صنعها في المنزل بسهولة دون الحاجة إلى شراء العجينة الخاصّة بها اذ انها تتكون من الدقيق والماء مع اضافة بعض الخمير بنسب محسوبه ، وتمر الايام سريعاً ويمضى رمضان شهراً مباركاً ينتظره جموع المسلمين وتبقى الكلمات والليالى والطقوس تشكل ملحمة ابداعية تحتضن ايامه ولياليه والى اقصوصة اخرى من رمضان بالمصرى انتظرونا