رمضان سوق للخير
شعر الدكتور عبد الوهاب برانية
وقبيل ذا الشهر الفضيل ذهبت أقضي حاجتي ولوازم الشهر الجليلْ
عبَّأتُ جيبي بالنقود لكي تفي بحوائجي وعوائد الشهر الظليلْ
وكتبتُ كشفا بالمطالب كلها وذهبت قبل مجيء ساعات الأصيلْ
ورأيت جُلَّ الناس قد قصدوا إلى أسواقهم قد ساقهم هدفٌ مثيلْ
وقفوا على كل الحوانيت التي نشرت بضائعها بشارعها الطويلْ
الكل يأخذ ما يريد ولا يراجع بائعا لا في الكثير ولا القليلْ
من كل صنفٍ زاعقِ الأسعارِ جُلُّ الناس قد ملأوا جوالهمُ الثقيلْ
لكنها أم اليتامى قد أتتْ تستطلع الأسعار في جسمٍ نحيلْ
نظرتْ إلى الأرقام آسفة فلا تقوى على المعروض أو حتى البديلْ
لاذتْ بأسعارٍ تناسب جيبَها عادت تجرجر ذلك القدم الذليلْ
ماذا تقول لطفلها وبناتها؟ ماذا تقول لهمها القاسي الرذيلْ
قررتُ أن أمشي وراء رفيقتي ونسيتُ كشف السوق ذاك المستحيلْ
فتبعتها في سيرها وإيابها ليكون كشفي حيثما أختي تميلْ
لكنَّ بعض الصحب أوقفني هنا وأضاع مني الصيد والخير الجزيلْ
فرجعتُ في أسفٍ على ما فاتني وظللت طول الليل بالقلب العليلْ