رمضان شهر حلاوة الإيمان
اد/ مفيدة ابراهيم
فى مقالها الحادى عشر تحثننا بان رمضان شهريجمع بين طياته كل انواع الخير للمؤمن فهوشهر الرحمة وشهرالمغفرة وشهر العتق من النار شهر ينجلى فيه ايمان المسلم شهر اذا افطرالصائم حس بفرحة عارمة واذالقى ربه فرح بصومه
استوقفكم لحظات لنتابع ماذا تقول الكاتبة عن حلاوة الايمان فى شهرالقران
صاحب الخلق السيء في النار وإن كان من الصوام القوام وإذا كان الإيمان أصله الإيمان الذي في القلب، وأنه لابد فيه من شيئين: الأول تصديق بالقلب وإقراره ومعرفته وهذا هو التوحيد، والآخر عمل القلب وهو التوكل على اللّه وحده ونحو ذلك من حب اللّه ورسوله، وحب ما يحب اللّه ورسوله، وإخلاص العمل للّه وحده، كانت أعمال القلب من الحب والإخلاص والخشية والتوكل ونحوها داخلة في الإيمان بهذا المعنى، وكانت الأخلاق الكريمة داخلة فيه أيضا، وأما البدن فلا يمكن أن يتخلى عن مراد القلب لأنه إذا كان في القلب معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة وهنا تتجلى حلاوة الإيمان ، ولهذا قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) .
إن الأخلاق الفاضلة من نحو أعمال القلب والعقل والجوارح واللسان مثل صدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل، والرفق والرأفة، والدعاء، والذكر، وتلاوة القرآن، وكذلك حب اللّه ورسوله، وخشية اللّه والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك، كلها داخلة في حلاوة الإيمان و العبادة، وذلك أن العبادة هي الغاية المحبوبة للّه والمرضية له ، كما قال تعالى: ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ “الذاريات-56 .وبها أرسل اللّه جميع الرسل، كما قال نوح لقومه: ” يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ “الأعراف-59, والدين كله داخل في العبادة التي تتضمن غاية الذل للّه بغاية المحبة له ، ومن هنا تكون فضائل الأخلاق ومكارمها داخلة في إطار الدين وركنا أساسيا من أركانه. ، وقوله تعالى” يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام، كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون “، ومعناها أن الصيام يعد نفس الصائم لتقوى الله تعالى، كل هذه العبادات تأمرنا بالأخلاق الحميدة.
إن هذه الأخلاق الإيمانية- كما أطلق عليها هي وجه من الوجوه التي يتفاضل فيها الناس فيما يتعلق بزيادة الإيمان ونقصه و من المعلوم بالذوق الذي يجده كل مؤمن أن الناس يتفاضلون في حب اللّه ورسوله وخشية اللّه، والإنابة إليه، والتوكل عليه، والإخلاص له، وفي سلامة القلوب من الرياء، والكبر والعجب، والرحمة للخلق والنصح لهم، ونحو ذلك من الأخلاق الإيمانية، ومصداق هذا قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا
أن اي مسلم يتمثل هذه الأخلاق في رمضان ويمتثل أمر الله تعالى وطاعته فهو يصوم لله ويقوم الليل يطمع في الجنة ويتعوذ من النار لذا ينبغي أن يعلم كل عاقل أن الله سبحانه وتعالى جعل حسن الخلق أفضل من درجة الصائم القائم، فما فائدة في صوم بلا خلق أو صلاة بلا أخلاق لذلك ينبغي أن يعلم كل إنسان إذا شاتمه امرؤ أو سبه فليقل إني صائم فالمسلم كريم الطباع لين القول يهتدي بنور الإسلام يلتزم أوامر الدين وينتهي عما نهى الله تعالى.
أ . د / مفيدة إبراهيم علي