زواج القاصرات وأمية الاولياء
زواج القاصرات علي صفيح ساخن
بقلم: ماجي المصري
متي ينتهي مسلسل زواج القاصرات في مصر؛
زواج القاصرات الزواج المبكر للفتيات الصغيرات حريم السلطان ما هو إلا مسلسل هابط و جريمة ترتكب في حق الصغيرات تحت موافقة ولي الأمر.
انها جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معان كثيرة.
زواج البنت الصغيرة دون السن القانونية يعرضها الي مخاطر صحية ونفسية واجتماعية ليس لها نهاية.
وقد حدد القانون المصري أن الفتاة دون سن ال 18 سنة فهي قاصر.
فما بالك لو علمت أن زواج الفتيات الصغيرات في قري الصعيد وريف مصر يبدأ من عشر سنوات و 11 سنة.
وقد أجريت دراسة إحصائية حديثة جدا أثبتت أن زواج الفتيات الصغيرات من سن 11 سنة الي سن 17 سنة بلغت نسبته في مصر 5.9٪ تقريبا وهي نسبة مرتفعة جدا وخاصة في قري الصعيد وارياف مصر.
وحيث أن القانون والدستور المصري قد جرم زواج القاصرات فقد لجأ أولياء أمور تلك الفتيات الصغيرات الي التحايل على القانون بما يسمي الزواج الشرعي وهو الاشهار بالزواج وموافقة الولي دون وثيقة رسمية تضمن حقوق الطفلة أو حتي ورقة عرفية.
وفي يوم وليلة تجد الطفلة نفسها بين احضان رجل غريب لم يرحم طفولتها و براءتها و استحل ما حرمه الدستور والقانون.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الأسباب الحقيقية وراء زواج القاصرات و التي تدفع الاب الي تزويج ابنته الطفلة بهذا الشكل المخزي.
وفي تصوري أن الظروف الاقتصادية والفقر المدقع هو الدافع الاول لارتكاب هذه الجريمة الشنعاء في حق الطفولة المبكرة.
فالأب يعاني من ظروف اقتصادية متدنية وفقر شديد وأسرة كبيرة العدد واعباء لايستطيع تحملها.
وعندما يظهر له من يثير لعابه بحفنة من الأموال يشر بأنه قد جاءته النجدة من السماء.
وغالبا ما يكون طارق الباب شيخ مسن او ثري عربي او مزواج يمتلك الأموال وتتم البيعة في يوم وليلة دون حتي أخذ رأي الضحية المغلوبة على أمرها.
وبعيدا عن الظروف الاقتصادية فنهاك بعض الناس التي مازالت تعيش علي العادات والتقاليد القديمة التي تعتبر أن خلفة البنات عار علي الأسرة ولابد من التخلص من البنت في اقرب وقت ممكن مجرد ان تبلغ العشر سنوات أو تتجاوزهم بقليل.
ومنهم من يعتبر أن زواج البنت ستر لها وحفاظ عليها من بقاءها دون زواج.
وعندما يتطرق الحديث عن الآثار السلبية التي تترتب علي هذا الزواج المبكر للفتيات نجد أن الفتاة التي تم تزويجها في هذا السن الصغير ما هي إلا طفلة لا تفقه شئ عن الزواج ولا تعرف كيف تتعامل مع ذلك المخلوق الذي وجدت نفسها بين أحضانه ليغتصب طفولتها تحت مرآ ومسمع من الجميع وهذا ما يعود علي الصغيرة بآثار سلبية مدمرة لحالتها النفسية هذا بخلاف أنه ضياع بحقوقها المادية والمعنوية والقانونية وحرمانها من التعليم.
حتي إذا حدث حمل فأصبحت طفلة تحمل في احشاءها طفل وهي لا تعرف كيف تتعامل مع نفسها أو مع صغيرها القادم وما يترتب عليه من تدمير لصحة المرأة الصغيرة.
ان زواج القاصرات بهذه الطريقة المبتذلة الغريبة هو ضياع لحقوقها.
فلا توجد وثيقة زواج رسمية ولا توجد حتي ورقة عرفية تضمن حق الصغيرة وقد حدثت مآسي وقصص لا تخطر علي البال.
فحدث بالفعل ان هرب الزوج بعد عدة اشهر من الزواج وترك البنت وهي حامل او حتي مات لقدر الله أو سافر إلي الخارج.
ولا احد يستطيع أن يلزمه بالعودة أو تسجيل الصغير باسمه.
وأصبح الصغير في حكم القانون ابن زنا وضاع حق الفتاة طفلها للابد.
انها مأساة متكررة بشكل يومي مع اختلاف الروايات سيناريو متكرر ونهايات مأساوية ولا احد يعتبر.
وحقيقة لا اعلم اين دور مؤسسات الدولة الحكومية والغير حكومية وهيئات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية ورجال الدين والمجلس القومي للمرأة ومجلس رعاية الطفولة.
من توعية البسطاء والفقراء والمحتاجين وتعريفهم بخطورة ما يترتب علي زواج فتياتهم القاصرات.
ان هؤلاء البسطاء يجهلون الأثار السلبية للزواج المبكر للفتيات ويجهلون ما يترتب عليه من ضياع حقوق الطفلة ويجهلون الآثار النفسية والاجتماعية والصحية السيئة التي تترتب علي هذا الزواج ويحتاجون الي التوعية من كافة أجهزة الدولة الحكومة وغير الحكومية ورجال الدين الاسلامي والمسيحي علي حد السواء فزواج القاصرات موجود علي أرض الواقع وواسع الانتشار في القري.
وطريقة الهروب من المسائلة القانونية هو الزواج الشرعي دون توثيق حتي تتم البنت السن القانونية وغالبا وابدا ما تفشل تلك الزيجة قبل أن تتم البنت السن.
وتعود إلى منزل أسرتها تجر ذيول الخيبة والفشل والعقد النفسية التي اصيبت بها.
كما أن هناك بعض الأسر التي تعتبر أن زواج بناتهن القاصرات نوع من أنواع التجارة فهن بضاعة رائجة ومطلوبة لمن يدفع الثمن ولا مانع من تركها بعد عدة شهور فسوف يأتي طارق جديد فالبنت صغيرة وجميلة ومرغوبة من ذوي النفوس الضعيفة التي تهوي المتعة مقابل حفنة أموال والضحية لها الله.
افيقوا يرحمكم الله.. فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته اتقوا الله في قتياتتكم ولا تلقوا بهن الي التهلكة فإنهن أمانة تسألون عنها أمام الله يوم القيامة.