ستر أخواتي أهم من عمليتي
كتب : شيرين عبدالموجود
رحلة طفل حفرت بالمشقة والتعب وببشرة سمراء ويد خشنة أكلها الشقا وصوت خشن يدل علي الرجولة ولسان وعقل شاب وروح شيخ تحمل المسئولية وشال الهموم أنه ليس طفلا عاديا بلا طفل حفرت ملامحه بالشقا والمعاناة فقد تمنته والدته بعد معاناة ودعوات جاء علي خمسة فتايات جاء الي الدنيا ليكون سندا لوالدته وأباه وعجازا لأخوته فهو طفلا لم يتجاوز العشرة سنوات في الصف الخامس الابتدائي ومن صغره كان يعمل بين الزراعات والحقول الزراعية فبرغم من أنه الوحيد وجاء بعد دعوات وعطڜ الا أنه لم ينعم بالرفاهية والدلال مثل الكثيرين من الأطفال بعمره فلو كان نصيبه في عائلة اخري ربما كان وضعه تغير كثيرا ولكن أراد الله ان يكون نصيبه في تلك الأسرة وأن يحفر بنفسه قصه كفاحه منذ الطفولة.
فنشأ في أسرة والده يعمل نقاشا في القاهرة ووالدته ربة منزل مع إخوته الخمس فتايات وأخيه إبن ال 4سنوات في حياة أقل من العادية فما يأتي به الأب هو للمنزل ومايأتي به الطفل فهو جزء منه لدراسته وجزء لتجهيز إخوته في الوقت الذي يهرب به شاب يتجاوز الثلاثين عاما من مسئولية إخوته ذلك الطفل أن يحفر الحجارة فقط لستر أخوته ومساندة والده أنه الطفل بهاء خلف علي أبن قرية الكرنك أحدي القري التابعة لمركز أبو تشت شمالي محافظة قنا.
في أذان الفجر برغم قسوة وبرودة الشتاء نجد ذلك الطفل مع العديد من أقرانه في تلك المناطق يحملون كيس صغير يحتوي علي رغيف من العيش البلدي وبه ثمرة طماطم وقطعة من الجبن يسيرون في الشوارع المظلمة حتي يصلون الي وجهتهم فيحملون في عربة متجهين الي عملهم في الحقول الزراعية لحصاد المحصول سواء كان قصب أو طماطم متجاهلين تماما صغر سنهم ولا يعرفون طريق الكسل فهم أعتادوا علي العمل والصحيان مبكرا فكل طفل منهم يحمل علي عاتقة مسئولية لا يتحملها شيخ كبير فقد شالوا الهموم والمسئولية منذ الصغر
يقول أبن العشرة أعوام أنهم يقضون معظم صباحهم في العمل الشاق يتجولون بين هنا وهناك لجني المحصول تحت أشعة الشمس الحادة سواء كان في فصل الصيف أو في البرودة القاسية اذا كان شتاء لا يستطيع الطفل ولا أصدقائه الراحة حتي لا ينقص من يوميته أو يطرده رب عمله ويستمروا حتي يأتي وقت الغذاء فهو بالنسبة لهم المنقذ ليحصلوا علي غذائهم ويقضوا بعض وقت من الراحة حتي ولو كان بضع دقائق بعدها يواصلوا عملهم.
فيقول الطفل بهاء أنه والده يعمل نحاتا في القاهرة اي يقوم بنحت الحيطان ليساعد الكهربائي في عمله لتركيب الأدوات الكهربا ئية في الحيطان وأنه الأبن الأكبر والوحيد كان لوالده علي خمس فتايات قبل أنجاب أمه أخاه ذات الاربع سنوات .
الحمل والمسئولية تقيلة علي أبويه فقررت أشتغل علشان أساعده شويه حتي في تجهيز خواتي البنات دول خمس بنات
بطلع الشغل في موسم الحصاد من الفجر وزي مقلت مع صحابي علشان نساعد أهلنا في البيت أحنا شيفنهم أزاي بيتعبه والحمل تقيل عليهم .
ولما ميكونش موسم الحصاد بطلع أجمع الزلط وأشيل طوب وأحوله مع الناس وبعمل يوميتي وبروح بيتنا.
ويقر بهاء أن أخوته علي أعتاب الجواز فلابد من تجهيزها فبشتغل بيومية بأربعون جنيها بحوشهم وبطلع تمن درسي الخصوصي أنا وأختي منهم والباقي بعطيه لأمي تجهز خواتي.
أنا في خمسة أبتدائي بسبب الشغل فلما يكون في يومية مش بروح المدرسة فبطلع الشغل واليوم الا مفيش شغل فيه بروح مدرستي
بس أنا بعوض الفترات الا مش بحضر فيها الشغل لأني باخد درس خصوصي برا باخده في مجموعة بليل أنا وأختي علشان أكون فضيت فيها خلصا شغلي وجبت كل طلبات بيتنا ،التعليم مهم بالنسبالي وبحاول مخليش الشغل ياخده وأعوض فترات الشغل .
أنا عايز أنجح واتفوق وأبقا حاجة كبيرة تعوض أهلي علي تعبهم معانا وأكون سند ليهم وأرتاح من الشقا الا أحنا فيه ده .
أنا عندي عملية اللوز وقلبت لصديد وبتعب أوي وبيجلي سخونه ومفروض أعمل العملية بس أنا بقول لنفسي أن الألف الا هدفعها للعملية أخواتي أولي بيها ،أمي بتقلي دايما أن الاهم عمليتي وأن ربنا هيسرها بس أنا بقول الاهم خواتي فهو انا بتعب يوم اتنين وبرجع كويس الحمدلله وهكذا يعبر الطفل ذات العشرة أعوام علي مدي أهمية ستر أخواته ومساعدة والده في تلك المسئولية .
مش بتعب من الشغل عادي أتعود عليه وبكون مبسوط لما بأخد يوميتي والشغل للرجالة وأنا راجل كبير مش صغير والشغل مش منعني من اللعب زي صحابي بالعكس انا بشتغل وبلعب عادي وبذاكر
يعني أي طفل أنا ولد راجل ولازم أكون راجل أساند أبويه وأخواتي وأمي في الدنيا أنا بعتبر نفسي أكبرهم لأن الولد الوحيد ليهم هكذا أنهي ذات العشرة أعوام كلامه.