بقلم رسلان البحيصي
استكمالا لما قدمه معالي اللواء اسامة عطوة في حلقاته عن حرب 1967 م يشرفني كأبن من ابنائه ان اقدم عرض عن تلك الحرب من زاوية اخري اكثر تفصيلا
تعتبر حرب 1967م هي الحرب العربية – الإسرائيلية الثالثة
كانت المنطقة العربية تمر بمجموعة من الاحداث الداخلية والتي كان لها الاثر الدولي تبلورت في الاتي :
1- تعاظم القدرة العسكرية العربية خاصة مصر وسوريا وتوقيع اتفاقية الدفاع المشترك في 4 نوفمبر 1966م
2- تعاظم المد الوطني والقومي في ثورة 14 يوليو 1958م في العراق
3- انتصار ثورة الجزائر1962م
4- قيام منظمة التحرير الفلسطينية في مايو 1964م وبدئ الأعمال النضالية داخل الأرض المحتلة وتعاظم قوة الثورة الفلسطينية حيث قامت التنظيمات الفلسطينية المسلحة بغارات وعمليات فدائية جريئة داخل الأرض المحتلة وصلت الي 35 عملية عام 1965م ارتفعت إلى 41 عملية عام 1966م وفي الخمس شهور الاولي من عام 1967م 37 عملية فدائية.
مع ضعف السيطرة الاستعمارية لفرنسا وانجلترا وتنامي الهدف الاستعماري الاسرائيلي جاءت مطامع انجلترا وفرنسا لفرض وجود الكيان الصهيوني على العرب والاعتراف به ودمجه في المنطقة وتأمين سلامته وأمنه عن طريق توسيع حدوده باحتلال أراض عربية جديدة ومواجهة النفوذ السوفييتي في المنطقة والسعي إلى تقليصه.
يناير 1967م قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بدراسة خطة الحرب الإسرائيليه واختبرتها بالكمبيوتر وأجرت عليها بعض التعديلات وقامت الولايات المتحدة بتزويد إسرائيل بما تحتاج إليه من أسلحة ومعدات لتنفيذ خطة الهجوم.
قامت إسرائيل بضم الأراضي المجردة من السلاح إليها والواقعة في شمالي فلسطين وبدأت عملية تحويل مياه روافد نهر الأردن
ردت الدول العربية على ذلك بانشاء هيئة خاصة لاستثمار مياه الروافد
جاء الرد الاسرائيلي إسرائيل بتحويل مياة الروافد بقوة السلاح والاعتداءات المتتالية وضرب الوسائط والمعدات التي كانت تعمل في المشروع العربي لتحويل روافد الأردن والتحرش بالمزارعين السوريين
مع زيادة الاستفزازات الاسرائيلية حدث اشتباك جوي بين القوات السورية والاسرائيلية في 7 ابريل 1967م
مايو 1967م مع توافد الاخبار عن حشد اسرائيل لقوة عسكرية من 11 الي 13 لواء على الحدود السورية أوفدت مصر رئيس أركان القوات المسلحة اللواء محمد فوزي إلى دمشق لتقدير الموقف على الطبيعة وتنسيق التعاون وعندما عاد إلى القاهرة أعلنت مصر حالة التعبئة القصوى
15 مايو 1967م أخذت القوات المصرية تتحرك على شكل تظاهرة عسكرية التي اخترقت شوارع القاهرة متوجهة الي سيناء.
16 مايو 1967م طلبت القيادة المصرية من قائد قوات الطوارىء الدولية في سيناء سحب قوات الأمم المتحدة وقام الأمين العام للأمم المتحدة – يوثانت – بمجموعة من الاستشارات السريعة
18 مايو 1967م قدم الامين العام تقرير إلى مجلس الأمن والجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة بشأن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وخطورتها.
19 مايو 1967م قرار الامين العام للامم المتحدة تلبية طلب مصر سحب القوات
23 مايو 1967م أعلن الرئيس جمال عبد الناصر اغلاق مضيق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية
24 مايو 1967م انعقد مجلس الأمن في غياب الامين العام بدعوة من كندا والدنمارك بعد اغلاق مضيق تيران واستمرت الجلسات حتي اخر الشهر ناقش خلالها المجلس ثلاثة مشاريع قرارات :
1- كندي – دنمركي مشترك يدعو دول المنطقة إلى الامتناع عن اتخاذ أية خطوة قد تؤدي إلى زيادة تدهور الوضع
2- أمريكي يدعو إلى الاستمرار في المساعي الدولية لتهدئة الموقف
3- مصري يدعو المجلس فيه إسرائيل إلى العودة إلى لجنة الهدنة المشتركة والتعامل بموجب اتفاقية الهدنة المشتركة التي ما تزال نافذة
لم يصوت المجلس على أي مشروع بل أجل انعقاده إلى 3 يونيو 1967م ليعطي أعضاءه فرصة للتشاور مع حكوماتهم.
اعتبرت إسرائيل إغلاق المضيق بمنزلة إعلان حرب. وأخذت تسرع في اتخاذ التدابير للبدء بالحرب بتأييد الولايات المتحدة لخطتها.
بذل الأمين العام للأمم المتحدة جهوداً في القاهرة وتل أبيب لمنع تدهور الموقف
جاءت اتصالات رئيس الولايات المتحدة ورئيس الاتحاد السوفييتي بمصر تطلب من الرئيس عبد الناصر ألا يكون البادىء بالقتال لإتاحة الفرصة أمام الجهود الدبلوماسية لحل النزاع بالطرق السلمية.
مع احتمال نشوب الحرب اخذت القوات السورية والمصرية تتوجه نحو جبهات القتال
24 مايو 1967م وصلت فصائل من القوات الكويتية والسودانية والجزائرية إلى مواقع متقدمة على الجبهة المصرية
30 مايو 1967م توجه الملك حسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية إلى مصر يوم لعقد معاهدة دفاع مشترك تم بموجبها وضع القوات المسلحة الأردنية تحت تصرف القيادة المشتركة
أسندت قيادة القوات على الجبهة الأردنية للفريق عبد المنعم رياض (رئيس أركان القيادة المشتركة) الذي وصل إلى الأردن في 1 يونيو1967م
قامت إسرائيل بمجموعة من الإجراءات اهمها التعديل الوزاري واتخاذ بعض التدابير الاستثنائية وقامت ببعض العمليات الخداعية.
2 يونيو 1967م عقد الرئيس جمال عبد الناصر اجتماع مع قادة الجيوش طرحت فيه احتمالات قيام القوات الإسرائيلية بتوجيه ضربة استباقية مباغتة إلى القوات المصرية
3 يونيو 1967م استأنف المجلس اجتماعاته في الموعد المذكور اتجهت المناقشة من قبل معظم الدول الأعضاء والدول التي شاركت في المناقشة نحو الطلب من إسرائيل أن تعلن أنها لن تبدأ الهجوم على الدول العربية أسوة بالعهد الذي قطعته مصر على نفسها للأمين العام وتحدث بعض الدول المشتركة في المناقشة وبخاصة الولايات المتحدة أن تنتزع مثل هذا التصريح من إسرائيل ولكن هذه التحديات لم تسفر عن أية نتيجة، ولم ينته المجلس في مناقشته إلى موقف موحد فأجل اجتماعاته إلى موعد غير محدد.
ليلة 4 – 5 يونيو 1967م قابل السفيران الأمريكي والسوفييتي الرئيس عبد الناصر والتمسا منه عدم قيام مصر بدء الحرب التي بدأت فعليا بعد اللقاء بساعات قليلة.