بقلم / رسلان البحيصي
سبتمبر 1955م عقدت مصر مع الاتحاد السوفييتي وبعض الدول الاشتراكية وبخاصة تشيكوسلوفاكيا صفقات لشراء الأسلحة.
26 يوليو 1956م تأميم مصر قناة السويس
• وجدت إسرائيل في تسليح الجيش المصري سبب يخل بتوازن القوى وأن توجيه ضربة قوية إلى مصر ستؤدي إلى وضع حد لعمليات الفدائيين الفلسطينيين المنطلقة من قطاع غزة
• وجدت فرنسا ان لابد من تاديب مصر لدعمها الثورة الجزائرية ولتأميمها شركة القناة
• وجدت إنجلترا ان الانتقام مصر هو الرد علي تأميم قناة السويس والوسيلة لاستعادة مركزها السابق في مصر قبل ثورة يوليه.
• قررت فرنسا وإنجلترا وإسرائيل القيام بحرب على مصر حيث
• اجتمع ممثلوا فرنسا واسرائيل وانجلترا في ضاحية سيفر قرب باريس ووقعوا على برتوكول سري ينظم عملية الحرب
• تم تحديد واجبات ومسؤوليات كل طرف من الأطراف الثلاثة وفق الخطة موسكينو
الخطة موسكينو
1- يقوم الجيش الإسرائيلي بخلق حالة صراع مسلح محدود على مشارف قناة السويس تستغلها إنجلترا وفرنسا كذريعة للتدخل العسكري ضد مصر بحيث لا يصبح العمل العسكري الاسرائيلي بالدرجة التي قد تبلغ مصر إلى توجيه قوتها الرئيسة لتوجيه ضربة قوية لاسرائيل وتنفرد بها وتوقع بها الضرر البليغ قبل أن تصل قوات إنجلترا وفرنسا بعد مرور 36 ساعة من بدء القتال.
2- توفر القوات الجوية والبحرية البريطانية والفرنسية الحماية لسماء إسرائيل ومياهها الإقليمية.
3- بمرور 24 ساعة على الاشتباك بين مصر واسرائيل توجه بريطانيا وفرنسا إنذار مشترك لكل من مصر وإسرائيل بوقف القتال والابتعاد عن قناة السويس مع قبول مصر احتلال القناة مؤقتاً لحماية الملاحة البحرية العالمية فيها.
4- بمرور 12 ساعة على الإنذار تقوم القوات الجوية الإنجليزية والفرنسية بتدمير الغطاء الجوي المصري والأهداف الحيوية لتحقيق السيطرة الجوية على سماء مصر بينما ينطلق الجيش الإسرائيلي في أعماق سيناء ليستدرج القوات البرية المصرية الرئيسة إلى كمين مدبر ينصبه لها هناك.
5- بمرور 7 أيام تعتبر كافية لإنجاز إسرائيل مهمتها على الوجه الأكمل واستغلال إنجلترا وفرنسا لها في شن حملة حرب نفسية عارمة ضد مصر بكل وسائل الإعلام المتوافرة يبدأ الغزو الإنجليزي والفرنسي لاحتلال قناة السويس وقطع خط الرجعة على جيش مصر الذي يكون قد تم استدراجه إلى سيناء للقضاء عليه هناك وتجد الحكومة نفسها في القاهرة بغير جيش يحميها.
6- خلال هذة الفترة تبذل فرنسا جهودها في الدفاع عن موقف إسرائيل في الأمم المتحدة وتساعد إنجلترا إسرائيل سراً دون الكشف عن ذلك علانية حتى لا يضار مركزها في العالم العربي.
حجم القوات المكلفة بتنفيذ العمليات الحربية
1- إسرائيل: 18 لواء مشاة – 3 ألوية مدرعات – 10 كتائب ناحال – 16 كتيبة مدفعية – 192 طائرة مقاتلة – 50 طائرة قاذفة.
2- إنجلترا: 45 ألف جندي – 12 ألف عربة – 300 طائرة – 135 سفينة حربية منها 5 حاملات طائرات.
3- فرنسا: 34 ألف جندي – 900 عربة – 200 طائرة – 30 سفينة حربية منها حاملتا طائرات وبارجة وثلاثة طرادات.
• خصصت إنجلترا وفرنسا قواعدهما في قبرص ومالطة والجزائر وجنوبي الجزيرة البريطانية وجنوبي فرنسا لحشد قوات الغزو لدفعها عبر البحر المتوسط إلى شواطىء بور سعيد.
11 اغسطس 1956م اتفقت انجلترا وفرنسا على تشكيل قيادة مشتركة بينهما برئاسة الجنرال تشارلز كيتلي قائد القوات البريطانية في الشرق الأوسط وعين نائب فرنسي لكل قائد عام بريطاني وضع على رأس أحد الفروع الرئيسة لقوات الغزو.
25 اكتوبر 1956م أصدرت القيادة المشتركة قرار بأن تبدأ إسرائيل عصر يوم 29 اكتوبر 1956م الحرب بإسقاط كتيبة مظلات فوق ممر مثلا في سيناء يعقبه صدور الإنذار الإنجليزي – الفرنسي يوم 30 اكتوبر 1956م ثم وقوع الضربة الجوية في يوم 31 اكتوبر 1956م وانطلاق الجيش الإسرائيلي إلى داخل سيناء
إذا نجح الجيش الإسرائيلي في احتلال المنطقة الأمامية حول رفح والعريش والقسمية وجبل لبنى كمهمة مباشرة على جبهة عرضها 40 كم وعملها 80 – 90 كم طور الجيش الإسرائيلي هجومه وواصل تقدمه حتى يصل إلى مشارف الضفة الشرقية لقناة السويس ليحمي الجانب الأيسر للهجوم الإنجليزي – الفرنسي على جبهة عرضها 50 كم وعمقها 150كم
تطلق وسائل الإعلام الإنجليزية والفرنسية حملتها النفسية والإعلامية ضد مصر قبل أن تنقض قوات الغزو البحري على شاطىء بور سعيد يوم 7 نوفمبر 1956م وتنطلق في تقدمها على امتداد قناة السويس حتى الإسماعيلية
تتابع قوات الغزو عملياتها حسب وضع الجبهة الداخلية في مصر فإذا سقط الحكم في القاهرة استمرت القوات في تقدمها حتى تكمل سيطرتها على القناة بكاملها أما إذا صمد الحكم فإن على القوات أن تندفع نحو جنوبي القاهرة لتكون المعركة الحاسمة حولها وتعمل لقطع خط الرجعة على جيش مصر الذي يفترض أنه سينسحب أمام الهجوم الإسرائيلي هذا إذا لم يقض عليه في صحراء سيناء.
• بعد تأميم قناة السويس غيرت مصر الهيكل العام لاستراتيجيتها الدفاعية طبقاً لتقدير الموقف الجديد
أساس هذا التغيير انتقال منطقة الخطر الرئيس من شبه جزيرة سيناء إلى قناة السويس بعد تزايد احتمالات دخول بريطانيا وفرنسا الحرب مما ترتب عليه تخفيف القوات المصرية في شبه جزيرة سيناء إلى الحد الذي يكفي لردع إسرائيل وتركيز الجهد الرئيسي للقوات المسلحة المصرية على الدفاع الاستراتيجي عن المثلث الحيوي بورسعيد – السويس – القاهرة وتعزيز الدفاع الشعبي فيه وحشد الاحتياطات العامة القوية حول منطقة القاهرة الكبرى والاستعداد للعمل على خطوط داخلية وتخصيص أكبر جهد للدفاع الجوي ودعم العمليات الدفاعية.
• صدرت الأوامر المصرية بوضع الخطط لإقامة جبهات دفاعية قوية ذات اكتفاء ذاتي قتالي وإداري مع استمرار تأمين خطوط المواصلات فيما بينها للمناورة بالقوات والإمكانات طبقاً لتطورات الموقف.
1 سبتمبر 1956م تم تقسيم الجمهورية عدا الوجه القبلي إلى ست جبهات هي : جبهة سيناء وجبهة خليج العقبة وجبهة القناة وشرقي الدلتا وجبهة الدلتا وجبهة الإسكندرية وجبهة القاهرة.
وضعت جبهات سيناء والقناة وشرقي الدلتا تحت أمرة القيادة الشرقية التي أوكل إليها مهام إدارة الدفاع عن قطاع غزة وجبهة سيناء لاستنزاف القوات الإسرائيلية في حالة الهجوم وإعداد جبهة القناة وشرقي الدلتا لمواجهة أي هجوم جوي أو بحري إنجليزي – فرنسي وتأمين حركة المرور في قناة السويس.
جبهة شرقي الدلتا (35 ألف متطوع عبارة عن 175 كتيبة مقاومة شعبية و24 كتيبة شباب و3 ألوية من جيش التحرير الوطني ) مهمتها تنسيق جهود المقاومة الشعبية مع قوات الجيش التي تعمل على مختلف الجبهات المجاورة وقطع خطوط مواصلات العدو وإزعاج مؤخرته على محور الإسكندرية – القاهرة أو الإسماعيلية – القاهرة أو السويس – القاهرة وشن الغارات ضده.
• تم توزيع القوات المسلحة المصرية البرية والجوية والبحرية على مختلف الجبهات والمحاور المتوقعة للعمليات وحددت لها مهامها بشكل يحقق أهداف الخطة الدفاعية واستبقت القيادة العامة جزء من هذه القوات كاحتياطي تحت تصرفها تستخدمه حسب الحاجة وتطور الموقف الميداني.