مع الكاتبة منى احمد الطاهر
جلست ياسمين فى حجرتها وتذكرت الكثير من الأحداث التى مرت بها فى حياتها إلى أن توقفت بذهنها عند تلك السنوات الجميله التى قضتها مع (آمال و جهاد وآيه ) زميلات وصديقات الدراسه كانت من أجمل وأسعد السنوات التى مرت بها على الإطلاق حيث كانت تقضى أوقاتها معهن وهن لا يحملن من هم الحياه شئ سوى المذاكره والمنافسه على المراكز الأولى فى الدراسه وفى الأنشطه المدرسيه المختلفه …
تبسمت وهى شارده عندما تذكرت طابور الصباح التى كانت تحرص على حضوره لتقوم بتقديم الإذاعه المدرسيه وتحية العلم وهى تتخيل نفسها مذيعه تقدم أكبر البرامج ولها جمهورها الذى يشاهدها ويستمتع بكل ما تقدمه له
وتذكرت أيضا كيف كانت تنافس زميلاتها فى الفصل وتركز مع شرح المدرسين وتستعد برفع أصبعها عندما ينتهى المدرس من الشرح ويبدأ فى الأسئله لتجاوب على أكبر عدد من الأسئله …
وعندما كان يدق جرس الفسحه كن يخرجن وكلهن مرح ليقضوا وقتا ممتعا ويستمتعن بالصحبه الجميله التى جمعت بينهن ويجددوا نشاطهم فى الإستمتاع بحصص الألعاب والرسم والتدبير المنزلى …
وكن إذا مرضت إحداهن وتخلفت عن الحضور يشعرن بالنقصان بينهن وينتظرن إنتهاء اليوم الدراسى ليقوموا بزيارتها والسؤال عنها ولكى يعطوها ما فاتها من دروس فى غيابها والتأكيد عليها أن لا تتغيب كثيرا عنهن
كان العام الدراسى كله نشاط وحماس وحيويه وكان يمر عليهن فى لمح البصر وفجأه تأتى نهاية العام الدراسى ويخيم عليهن الحزن لفراق الصحبه خلال الإجازه الصيفيه
بدأت الإجازه الصيفيه بعد يوم حافل بالوداع والدموع بين الصديقات وأنشغلت كل منهن بقضاء الإجازه مع عائلتها وكن يتبادلن الإتصالات من حين إلى آخر للإطمئنان على بعضهن وخلال هذه الأثناء كانت ياسمين تستعد للسفر للمصيف مع أسرتها وهناك قابلت من غير حياتها رأسا على عقب فقد رأها محسن أحد أقاربها والمقيم بالمحافظه التى سافروا إليها بحكم وظيفته كمرشد سياحى وما أن وقعت عيناه عليها حتى فتن بجمالها و وقع فى حبها ولاحظت هى ذلك ولكنها لم تعطه آى إهتمام من ناحيتها فهى مشغوله بدراستها وكل آملها أن تنتهى من الثانويه العامه بالمجموع الذى يؤهلها للإلتحاق بالكليه التى تتمناها وتحقق طموحها العملى من خلالها ولم تستمتع ياسمين بهذه الرحله لملاحقت محسن بنظراته لها إينما ذهبت وتمنت أن يغادرهم بأسرع وقت لتحظى ببعض حريتها مع أسرتها ولكن أخيها أصر أن يبقى محسن معهم بالرحله حتى نهايتها بل وقام محسن قبل مغادرتهم المصيف بدعوتهم على العشاء بالفندق الذى يقيم به خلال رحلته مع الفوج السياحى لهذه المحافظه … وبعد عودتهم إلى منزلهم فوجئت ياسمين بأخيها يفاتحها بأن محسن أبدى له إعجابه بها وطلب منه يدها للزواج وثارت ياسمين على أخيها لمجرد أنه فكر بأن يأخذ رأيها فى هذا الموضوع المرفوض تماما بالنسبه لها وكيف أن محسن يطلب منه هذا الطلب وهى صغيرة السن والطريق أمامها طويل لكى تخطوا مثل هذه الخطوه فى حياتها فناقشها أخيها فى الأمر وقال لها أنه متفهم لكل ما تقول وأن محسن سوف ينتظرها ولا يمانع بأن تكمل دراستها هو فقط يريد الآن خطبتها وسوف يتم الزواج فى الوقت المناسب لهما وبالإتفاق بينهم وطلب منها أن تأخذ وقتها فى التفكير وتقرر بالقبول أو الرفض وأكد لها بأن أحد لا يستطيع أن يرغمها على شئ لا تريده … ومرت الأيام والليالى وهى حائره ولا تدرى ماذا تفعل وقد حظى محسن على إعجاب كل أفراد أسرتها وأتصلت بصديقتها آمال وروت لها ما حدث وطلبت منها أن تساعدها فى إتخاذ القرار فى هذا الموضوع فقالت لها آمال وافقى مبدئيا على الخطبه وسوف يكون هناك متسع من الوقت لكى تعرفه جيدا فإن أحبته وأرتاحت له يتم الزواج وإن حدث العكس فبيدها هى أن تنهى الآمر … فرآت ياسمين أن رأى آمال منطقى وأن عليها أن تخوض التجربه وتعطى نفسها فرصه للتعرف عن قرب على محسن لتقرر بعدها عن إقتناع تكملة مشوارها معه من عدمه … وبعد أسبوع أراد منها شقيقها أن تبلغه قرارها لأن محسن يتصل به كثيرا ليعرف ردها على طلبه فقالت له ياسمين بأنها موافقه على الخطبه ولكنها ستقرر لاحقا الزواج منه من عدمه بعد معرفته جيدا خلال فترة الخطبه وفرح أخيها بها وشجعها على ذلك … وكاد محسن أن يطير فرحا عند علمه بالموافقه المبدئيه على الخطبه وذهب إليهم ليتفق معهم على كل شئ يريدانه ولكى يحدد معهم موعد الخطبه … وفى حفل بهيج حضره أفراد العائلتين وبعض الأصدقاء تمت الخطبه وفرح العروسان ببعضهما وبدأ رحلتهما فى تعرف كل منهم على الآخر
وللحديث بقية