صوموا قبل أن تصوموا .
بقلم : سامى ابورجيلة
وجاءت ليلة النصف من شعبان ، تلك الليلة التى ترفع فيها أعمال العباد ، كما أخبر بذلك رسول الله ” صل الله عليه وسلم ” .
فيطلع الله على أعمال خلقه ، فيغفر لجميع خلقه ( إلا مشرك أو مشاحن ) ..
وللأسف من المسلمين من يصوم ، ويعبد الله ، وكما أقول فإن صيامهم يحتاج لصيام ، وعبادتهم تحتاج لعبادة …!
فكما قال رسول الله ” صل الله عليه وسلم ” فى الحديث الذى رواه النسائى عن أبى هريرة ” رضى الله عنه ” :
( رب صائم لم ينل من صيامه إلا الجوع والعطش ) .
لأنه بالفعل صام وأمتنع عن الطعام والشراب ، ولكنه لم تصم جوارحه عن الفحش ، والموبقات .
ولم يصم قلبه عن الحقد ، والضغائن ، والحسد عن خلق الله .
وكما قال رسول الله ” صل الله عليه وسلم ” :
( من لم يدع قول الزور ، والعمل به ، فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه )
وكما قال أيضا :
( الصوم جنة ” اى وقاية “ ، فإذا كان يوم صوم أحدكم ، فلا يرفث ، ولا يجهل ، وإن سابه أحد أو خاصمه فاليقل إنى صائم )
فقبل أن تصوموا وتمتنعوا عن الطعام والشراب ، أمنعوا جوارحكم ( اللسان ، العينان ، الشفتان ، الأذنان ، اليدان ، القدمان ) عن الفحش والموبقات ، حتى يتقبل الله منا العبادة وصالح الأعمال .
نظفوا قلوبكم عن الحقد ، والضغائن ، والحسد ، وكونوا عباد الله إخوانا ، كما اراد الله لنا ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
فعودوا إلى ربكم وأستغفروه ، وتوبوا اليه ، حتى ترفع أعمالكم الليلة ويتقبلها ربكم ولا يردها عليكم ( وقدمنا الى ماعملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )
وحتى يستجب الله لدعائكم إذا رفعتم أيديكم له للنجوى والدعاء ..