إيڤيلين موريس
الطيور لا تعرف الملل ولا الضجر تعيش بتفاؤل وأمل ، تهاجر وهي تعرف إلى أين لا تخشي الغد لكنها دائما تبحث عن مأوى الحب والحنان، تصنع عشها الدافئ أينما وطأت أقدامها، كم هي جميلة حين نتأملها، يا ليتنا مثلها، نعفو عن زلات غيرنا ، نتعلم منها الصمت ونأخذ من صبرها دواء لنا.
وقد رايت اليوم في الطيور من حولي جمالًا حملني نحو السماويات ، رأيتها وهي تسير فوق أسلاك التليفونات واسلاك التلفاز غير ابهة بما تحمله تلك الأسلاك من أحاديث مختلفة وأخبار منها المفرح ومنها المحزن مارة بقدميها على الجميع دون أن تتأثر بما داخلها فهي تحمل نفس السلام ونفس الفرح في وجهها الجميل ، فإذا ما ارادت أن تحلق للسماء تبحث عن أعلى قمة تقف عليها وترفع جناحيها ليحملها الهواء رافعًا أيها لتسبح في السماء وينطلق صوت تغريدها ليعلن عن فرحها ويمتع آذاننا .
فماذا عنا ؟ كيف ننطلق بعيدا عن قيود الأرض ؟
إن أردنا أن ننطلق فما علينا سوى ان نبتعد عن كل الاحاديث التي تفقدنا سلامنا ونرفع عيوننا الي فوق ولا نأبه كثيرا بما نراه أو نسمعه.
فأما ان نكون تراب وإلى التراب نعود او نكون سمائين وإلي السماء نعود وشتان بين هذا وتلك.