بقلم : د. لمياء مبارك
استشاري ادارة الازمات والتخطيط الاستراتيجي
التنمر يعتبر بمثابة ازمة سلوكية واخلاقية يواجهها المجتمع و هو عبارة عن تعرض فرد او مجموعه الي الايذاء الجسدي ، النفسي ، الديني او العرقي من قبل آخرين . و اوجهه التنمر متعددة ومنها التنمر اللفظي .. الجسدي . .. الازدراء الديني .. التنمر الالكتروني .
التنمر في محيط العمل و المدارس وغيرها . واذا ما امعنا التدقيق في مسببات هذة الازمة السلوكية فسنجد ان السبب الرئيسي هو طبيعة النشأة والصحة النفسية للطفل والبيئة الاسرية المحيطة المسيطرة علي مراحل نموة العقلي والسلوكي وايضا ربما يكون قد تعرض لحالات من التنمر الجسدي او اللفظي او حالات من الاضطهاد من قبل اقرانة مما انصب علي طبيعة تكوينة وتشوة واضح في شخصيتة حتي اصبح شخص يجد المتعة في إيذاء الاخرين دون اي اعتبارات انسانية او اخلاقية او دينية. واذا نظرنا الي تاريخ التنمر والعقوبات الرادعة تجاة مرتكبية
فسنجد ان اول قضية تنمر تناولها التاريخ كانت في عهد الفراعنه والتي تناولت ماتعرض له المسمي بالفلاح الفصيح من ايذاء بدني ولفظي والسطو علي تجارتة من قبل رئيس الحجاب و قد كان جزاء المتنمر رادعا حيث تم نقل جميع ممتلكاتة الي الفلاح الفصيح وكذلك جُعل خادما لة وليكون هذا اول جزاء رادع ورفض واضح لظاهرة التنمر .
وتوالت حالات التنمر بمرور الزمن حتي اصبح ملحا ثن القوانين وتطبيق العقوبات الرادعة و تم تطبيق قانون الطفل عام ٢٠٠٣ لمجابهة ظاهرة التنمر ضد الاطفال . و ايضا تم اضافة مادة الي قانون العقوبات المصري تحت رقم (٣٠٩ مكرر ) كأول اجراء تشريعي لمواجهة ظاهرة التنمر تتضمن تعريف التنمر وعقوبة مرتكبية والذي يمثل تطبيق العقوبة للمتنمر بحد ادني ستة اشهر وحد اقصي ثلاث سنوات وغرامة مالية من عشرة الي خمسين الف جنيها.
وفالحقيقة ان هذا السلوك الاخلاقي المشين يؤدي الي الكثير من المخاطر علي الفرد والمجتمع واولها ان الشخص المتَنَمر علية عادةً ما يلجأ الي حالة من العزلة والبعد عن اقرانة و فقد الثقة في نفسة والخوف والاكتئاب وفي بعض الاحيان يصل الي محاولة الانتحار حيث وجد في بريطانيا تسجيل ١٥ الي ٢٥ حالة انتحار سنويا لاطفال قد تعرضو لحالات تنمر وبالنسبة للمجتمع فانة يحول دون تطبيق حياة كريمة للمواطنين ويؤثر علي الامن القومي للبلاد حيث ان الافراد هم الركيزة الاساسية للدول ومن خلالهم يتم تطبيق كافة السبل للنهوض والتطوير وتطبيق الرؤي المختلفة .