” عرض لكتاب تأملات نقدية في المجموعة القصصية خطوة لبكرة “
بقلم د صلاح عدس
نقله لكم ناصف ناصف
أما الكتاب فهو للدكتور عاطف عبداللطيف وأما المجموعة القصصية فهي للأديب محمد الشرقاوي الذي أعتبره أيضا أفضل شعراء جيله ممن بلغوا سن الأربعين ، وقد أبدع د عاطف عبداللطيف في كل مؤلفاته العديدة التي تناولت بالعرض والتحليل أدبنا العربي قديما وحديثا ونجح فى إظهار نواحي العظمة والجمال فيه مدافعا عن تراثنا الديني والأدبي ضد من يحاولون هدمه من دعاة الحداثة —
وتتميز كتابات د عاطف بالجدة والعمق والإحكام في الأحكام النقدية كما تتميز في منهجها بالدقة والموضوعية وفي عرضها بالتشويق والجاذبية وفي أسلوبها بالجمال والشاعرية ، كما يهتم بتحليل المضمون والتحليل الأسلوبي الذي يدعيه الآن المروجون للبنيوية بينما عرفه نقادنا العرب قديما وعلى رأسهم عبدالقاهر الجرجاني في كتابه أسرار البلاغة .
ويقول الدكتور عاطف عبداللطيف في مقدمة كتابه هذا : إن للأديب محمد الشرقاوي نتاجا أدبيا وفيرا ، وزادا علميا كثيرا ، له في الشعر دواوين ناصعة ، وقصائد أخرى في المدح والرثاء واضحة ، نبعت من تجارب شعرية صادقة ، وعواطف حارة وهادئة ، وبدت أساليبها في قوة وأصالة ، وبلاغة وفصاحة ، وله في النثر الفني وألوانه قصص قصيرة للنشء والأجيال الصاعدة ، منها ما جاء تحت عنوان ( خطوة لبكرة ) تحدث فيها لعقولهم الواعدة ، وألبابهم الواعية ، لها من الأسلوب أدقه ، ومن المعنى والفكر أرقه ، يسعد القارئ بقراءتها ، والسامع بطرافتها ، لما تنطوي عليه من نواح فكرية دقيقة ، وموضوعات علمية وأدبية لطيفة .
وما زلنا مع مقدمة الكتاب والتي يقول خلالها مؤلفه د عاطف عبداللطيف : وقد استقى الكاتب فحوى تلك المجموعة القصصية من مجتمعه ، واتكأ في رؤاها على فكره وعقله ، أعانه في ذلك تمكنه من هذا الفن ، وقدرته على خوض غماره وسبر أغواره ، وساعده في صوغها وحبكها طبعه الأصيل ، وفكره الدقيق وأسلوبه الرقيق ، وثقافته المتعددة ، وهذا ما دفعني لأتأمل فيها ، لأبدي ظواهرها ، وأبرز خوافيها ، وأبين خصائصها ، وأفصح عن مبانيها .
ثم يحدثنا د عاطف عن دلالات عناوين قصص الشرقاوي وعن بناء الشخصيات واخيرا يحدثنا عن الظواهر الأسلوبية في قصصه من خلال التشخيص والتجسيم في المجموعة القصصية ومن خلال معالجة الشرقاوي للون والزمن .
ومما تقدم ومن خلال ما أورده د عاطف في مقدمة الكتاب ، نستطيع القول بأن الأديب محمد الشرقاوي أقام مجموعته القصصية في جزئين ، الأول للنشء ، والثاني للشباب ، وتتناول موضوعات ذات طابع علمي أو اجتماعي أو أخلاقي أو مستوحاة من الطبيعة .
وخلاصة القول هي أن الدكتور عاطف عبداللطيف في هذا الكتاب وفي كل مؤلفاته قد جمع في بحثه أدق المراجع وأوثق المصادر وجاذبية العرض وعمق المضمون ، وليس ما كتبه مجرد أبحاث أكاديمية ، وانما هو إنجاز ثقافي وإثراء للمكتبة العربية