كتبه الاخصائي النفسي والتخاطب
محمد أبوزيد عثمان
تحدثنا في المقال السابق عن السرقه لدي الاطقال وحاولنا اجمال الدوافع والاسباب المؤديه لفعل الطفل هذا السلوك
فهيا بنا لنتعرف على الطرق الصحيحه لتخلص من هذه المشكله
أولا : دراسة الموقف , وهذه الدراسة تشمل ما يلي :
1- معرفة أصدقاء الابن والمقربين منه
2- تركيز الاهتمام على الجديد في معارفه واصدقائه
3- السؤال عنه في الأماكن التي يطيل التواجد بها كالمدرسة أو الدرس الخاص أو غيره
4- الوقوف على التغيرات الشخصية عند الابن عبر سؤال اهل البيت والملاحظة الشخصية
5- عقد حوار مع الابن بصورة رفيقة لاشدة فيها ولا تعنيف بغرض الوصول إلى معلومات حول المشكلة
6- تدوين كل ذلك تدوينا واضحا
ثانيا : التشخيص , ويشمل ما يلي :
1- حمل الأوراق والمعلومات المستخلصة وعرضها على متخصصين للبحث في القضية
2- إطلاع الأم على المشكلة وأخذ رأيها فيها
3- وضع خطوط عريضة للاسباب والمرض ومواصفاته ويجب أن يجيب على ( لماذا فعل ذلك ؟ – من دفعه لذلك ؟ – ما حدود المشكلة ؟ )
ثالثا : يمكننا البدء في خطوات العلاج مع مراعاة ما يلي :
1- العنف لن يحل المشكلة بل قد يفاقمها , والعقوبات السريعة الغاضبة سلاح الجاهل , والهدوء اساسي اثناء العلاج
2- الاستعانة بالله سبحانه هي البداية الصحيحة
3- التفريغ الوجداني للابن من أهم عوامل العلاج , فدعه يتكلم كثيرا واستمع إليه وحلل كل شىء تسمعه
4- الابتداء بعملية استرجاع المبادىء والقيم ( تذكيره بما تربى عليه من الفضائل )
5- سد ثغرات الأزمة ( فمثلا لو كان بخيلا على الابن أن يعطيه بعض ما ينفق , ولو كان شديدا فليهدىء من شدته عليه , وغير ذلك )
6- التأكيد على إرضاء الله سبحانه , والتخويف من عقابه سبحانه بالذنب , مع تعويده الذهاب للمسجد وحلقات العلم والتحفيظ
7- التأكيد على معنى الأمانة , ومعنى الاستئذان , ومعنى التعدي على ملكية الغير
8- الاهتمام بتغيير البيئة المحيطة بالابن , من أصدقاء , واماكن كان يرتادها
9- جرب معه التجارب التنفيذية مثل أن تستأمنه أمانه وتشكره على حفظها , وأن تستودعه وديعه , أو أن تجعله مسئولا عن عمل مهما كان صغيرا
10- عرفه أن المال إنما هو ماله , وأنه لافرق بين مال الأب ومال الابن , إلا أن هناك ضوابط للاستئذان , وضوابط للحلال والحرام
11- كلمه عن ضوابط القانون الشرعي , وماهي عقوبة فاعل ذلك – بنية سيئة متعمدا –
12- اعلم أن الأمر سيستغرق وقتا قد يطول فلا تمل
13- هذه المشكلة عادة يحصل النجاح في علاجها إذا اتخذ الاب أو ولي الأمر ما ذكرناه من خطوات علمية
14- احذر من الثغرات المنزلية ( أمثال تمييز بعض الأبناء عن بعض , أو ضعف شخصية الأم , أو كثرة غياب الاب عن المنزل )
15- افتح ابوب الحوار مع ابنائك , وبث فيهم المحبة , وقدر مشاعرهم وعواطفهم وحاجاتهم
ومن الجدير بالذكر ايضا
ان الطفل يبدأ افي فهم أن السرقة سلوك خاطئ بين الرابعة والخامسة، تأكد أنك تشرح لطفلك بشكل جيد حول الملكية والمشاركة، وتأكد أنه يفهم السرقة كسلوك خاطئ ومرفوض ابتداءً من هذا العمر.
اهتم دائماً بمعرفة الأسباب الحقيقية والخاصة التي جعلت طفلك يفكر بالسرقة، هل هو محروم من شيء ما، هل الأنانية هي الدافع الرئيسي، هل يرغب بالانتقام، أم أنه لا يفهم السرقة كسلوك خاطئ ولا يستطيع فهم وإدراك العواقب، وربما تكون السرقة محاولة للفت الانتباه أو الاندماج مع الأقران…إلخ، بناء على معرفتك بأسباب السرقة يمكن أن تتخذ الإجراءات المناسبة.
في حال اكتشفت أن طفلك يسرق لأول مرة يجب أن تفكر بالتالي:
حافظ على هدوئك وتجنب ردة الفعل الغاضبة أو العنيفة.
اشرح للطفل بطريقة واضحة لا تقبل اللبس أن الفعل الذي قام به فعل خاطئ ومرفوض، وحاول أن يفهم العواقب التي تترتب على السرقة، وتذكر أن السرقة لها آثار متعددة ومتشعبة ليست فقط مادية أو متعلقة بالمسروقات نفسها.
اجعل طفلك يعيد ما سرقه إلى صاحبه مع الاعتذار منه، أو يقدم تعويضاً مادياً من مصروفه الخاص أو من أغراضه الخاصة بدلاً من الشيء الذي سرقه، ويمكن حرمانه من بعض الامتيازات لفترة من الزمن.
تجنب أن تضع الطفل في موقف محرج أمام الآخرين وأن تنعته بصفات مثل لص أو سارق، هذا سيفقد الطفل ثقته بك، المطلوب هو تعديل السلوك وليس جعله مشكلة أكثر عمقاً يصعب التعامل معها لاحقاً، تجنب وصمة العار العلنية.
أظهر احترامك ومحبتك للطفل الذي تراجع عن خطأه، مع التأكيد وإعادة التأكيد أن السرقة سلوك خاطئ وأن الأمانة من القيم المفضلة.
على الرغم من أهمية تنمية الروادع الذاتية وتعزيز قدرة الطفل على التحكم بدوافعه ومقاومة الإغراء؛ إلا أنه أيضاً من واجب الأهل أن يتجنبوا وجود ما تسهل سرقته في متناول الطفل، ليس هذا وحسب، بل عليهم أيضاً تعليم الطفل أن يخفي أشياءه التي يخاف عليها وأن يهتم بالحفاظ على أغراضه وأمواله الخاصة كما يفعل الكبار تماماً[7]، وعلى الأهل خاصة عندما يكون الأطفال في مرحلة المراهقة أن يحافظوا على أموالهم وأشيائهم الثمينة بعيدة عن الأطفال الكبار.
إذا كنت تعتقد أنَّك عاجز عن التعامل مع السرقة عند طفلك، أو أنَّك لاحظت أن طفلك يجد صعوبة في إدراك السرقة كسلوك خاطئ ويكرر هذا الفعل بشكل مستمر حتى مع إدراكه عواقبه وخطورته، في هذه الحالة لا بد من طلب الاستشارة النفسية التخصصية لعلاج السرقة، وتذكر أن وجود قواعد عامة للتعامل مع السرقة عند الأطفال لا ينفي ضرورة تشخيص ودراسة حالة السرقة عند الطفل بشكل فردي من قبل متخصص