عم «ويليام» مسحراتي مسيحي يجوب شوارع قرية المدمر بسوهاج : «إحنا حبايب»
متابعة – روماني نصري
في ساعة متأخرة من الليل، يجوب شوارع قرية المدمر مركز طما شمال محافظةسوهاج ، رجل خمسيني يرتدي جلبابًا وعمامة، ممسكًا بطبلة في إحدى يديه والأخرى ممسكًا بعصا يدق بها، مرددًا: «أصحى يا نايم.. رمضان كريم»، مجسدًا صورة من صور المحبة والتسامح الديني، التي تجمع بين المعتقدات دون تعقيدات، إذ يقوم طوعًا بمهمة إيقاظ النائمين للسحور للسنة الثالثة على التوالي، رافضًا الحصول على مقابل مادي.
يكسر المسيحي ويليام ناشد صاحب الـ58 عامًا، صمت أزقة إحدى قرى سوهاج، بالدق على طبلة مرددًا الموشحات الرمضانية، التي تسعد الأهالي، وذلك لإيقاظ الصائمين من أجل تناول وجبة السحور، في مبادرة منه لخلق أجواء رمضانية في بلده، قائلًا : «عملتها أول سنة وحبيتها جدًا، والناس بقت تحبها بردو، وإحنا حبايب والصغير قبل الكبير بيحبني ويستنى الوقت اللي أعدي فيه» .
فرحة الأطفال بطبلة عم «ويليام»
يبدأ «وليام» جولته في الساعه الواحدة صباحًا، في نشر البهجة بين أهالي القرية، قائلًا: «من بعد الساعة واحدة أصحى من النوم وأخد طبلتي عشان الناس تصحى، خاصة إن عندنا في الصعيد مفيش مسحراتي والأطفال اللي طالعه بتسمع باسمه بس بيصحوا مخصوص عشان يشوفوني وأنا بدق على الطبله وأنادي».
«المسلمين حبايبي ومتربين سوا على الحلوة والمرة، وأنا بفرح وبرتاح أما أصحيهم للسحور» حسب ما ذكره «ويليام»، موضحًا أنه يعاني من حالة مادية صعبة، إلا أنه يرفض بشدة أن يأخذ من الأهالي ولو قرش واحد، مشيرًا إلى أنه يفعل ذلك إرضاء لوجه الله سبحانة وتعالى، وبكل حب ورضا من نفسه.
«شهر رمضان شهر الرحمة والمحبة والتسامح مش للمسلمين بس ولكن لكل الأديان السماوية» هكذا عبر عم «ويليام»، موضحًا أنه يشعر بالفرح كثيرًا وقت قدوم شهر رمضان المبارك ويحزن لفراقه، متمنيًا أن تدوم المحبة والإخوة بين المصريين جميعًا.