فلسطين _ قطاع غزة
بقلم :عبدالهادي سمير البحيصي
رياح الربيع الجديدة
مشروع أخطر من الربيع العربي بعد مرور عشر سنوات ، ما هي خطة الغرب اليوم للعالم العربي والإسلامي ، المخطط الذي لخصه هنري كيسنجر في جملة واحدة هل تعرف ما هي ؟؟ بعد مرور عشر سنوات على الربيع العبري ما زالت الحرب مستمرة في المنطقة ، فماذا يرودون منا حالياً بعد ما وصلنا إليه هل التخلص من الحكام فقط فلو كان ذلك صحيحاً لكان انتهى الأمر في العام نفسه التي انطلقت فيه تلك الثورات بينما نحن نرى الآن أمواجاً جديدة من تلك الثورات على المنطقة .
من الواضح أن الصور والخرائط التي توصلت لها الأقمار الصناعية الغربية بما في باطن صحراءنا ومياهنا منذ عقدين قد رصدت ما تشتيه بطون الآلات والمعدات الصناعية من نفط وغاز ويورانيوم فليس صدفة ً أن تكون سوريا التي يرتكز احتياطاتها من الغاز والبترول في البادية السورية والساحل بواقع 80% بينما يوجد في الجزيرة السورية فقط 14% ، وتصل آبارها لمرحلة الفراغ في العام القادم وأن تكون البادية أخر نقطة يتحصن بها داعش ويتمسك بها ويرفض حتى تركها مقابل الانتقال لأرضٍ أخرى ولم يخرج منها إلا بالنار والدم وليس صدفةٍ أن تكون صحراء ( جغبوب ) الليبية الممتلئة باليورانيوم أولى النقاط التي تتمركز فيها القوات الفرنسية عام 2011 فقبل أن يدخل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أحد الأبناء البارين للحكومة العالمية شأنه شأن توني بلير إلى قصر الإليزيه كي يبحث مع ضيوفه في بحلف الناتو ما سيقومون به في ليبيا كانت مقاتلات الرفال الفرنسية دخلت أجواء ليبيا بالفعل ودمرت كامل بنيتها التحتية لذلك دور ساركوزي في ليبيا كان نسخة طبق الأصل عن دور توني بلير في العراق فتوني بلير تحدى حزبه وبرلمانه بل وشعبه بعد أن انطلقت مليونيات في شوارع لندن ترفض توجيه ضربة لبغداد ومع ذلك لم يستمع توني بلير لأحد سوى كول باول وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وبعد أن أنهى توني بلير المطلوب منه اتجاه بغداد على أكمل وجه انطلقت صديقه كوني باول بدوره في دمشق حينما عرض على بشار الأسد اتفاقية بهدف تحييد سوريا ثم جاءت حرب 2006 كي تستبدل كونداليزا رايز الحياد بالرحيل .
لماذا انطلقت ثورات الربيع العربي بدول مثل تونس وليبيا ومصر والسودان وسوريا واليمن دون غيرها من الدول مع العلم أنها دول جمهورية رئاسية وليست ملكية لماذا تونس التي كانت من أفضل الدول العربية على المستوى العالمي في التعليم ولم تجعل منها الثورة سوى مركز تخصيب التكفيريين حتى سارت المورد الأول على المستوى العالم لتنظيم داعش ، من كان يتصور ذلك حتى سارت تونس كالترمومتر بيد أجهزة استخبارات عالمية لقياس درجة الحرارة والتوتر بشمال افريقيا ومختبر بإمكانية تطبيق الثورات الملونة في المنطقة ، لماذا ليبيا التي تملك من النفط والغاز ما تملكه دول افريقيا جمعاء وصاحبة الحضور العريب الوحيد في افريقيا وتجلى ذلك بعد مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي وما تركه من فراغ استغلته دول خارجية في مقدمتها اسرائيل ، لماذا مصر أكبر أمة في الشرق والأقوى عسكرياً في المنطقة وبرغم أنها كانت أقل المتضررين من الربيع العبري وتسابق الزمن كي تعوض ما فاتها إلا أن كل يوم يتم وضع عراقيل في طريقها كي لا تكمل مشوارها أنظر إلى ما يدور بإثيوبيا وليبيا والبحر الأحمر وشرق المتوسط كي تعلموا ، لماذا سوريا أخر دول المواجهة والتي كسرت طموح الغاز والنفط لممالك الخليج بعد أن اتجهت دمشق نحو استراتيجية تشبيك البحار الخمسة عام 2004 ، لماذا اليمن الذي حرم من استخراج نفطه والأن يمزق لصالح القوى الاستعمارية ولتغيير الخريطة في البحر الأحمر والقرن الأفريقي لصالح اسرائيل .
السؤال المطروح لماذا جاءت الثورات بتلك الدول دون غيرها وهل نحن أمام تغيير ممالك ؟؟
من يتأمل حقيقة ما يحدث في الشرق الأوسط منذ غزو العراق عام 2003 مروراً بالثورات الملونة عام 2011 وصولاً إلى كيفية سماح الأمريكيين بإشعال الأزمة الخليجية خلال أزمة قطر ثم التصالح معها بنفس سرعة الخصام سيدرك جيداً مغزى ما قاله هنري كيسنجر يوماً ما :
( على الولايات المتحدة الأمريكية أن تصحح العدالة الإلهية التي وضعت النفط والغاز بعيداً عن مناطق الصناعات والتكنولوجيا )