فلسطين _ قطاع غزة
عبدالهادي سمير البحيصي
النظام العالمي الجديد والدولة العميقة
لقد انتهى القرن العشرين ومعه انتهى السلام المزيف بين القطبين ، لقد سقط حلف وارسو في فخ الإمبراطورية القديمة بلباسها الجديد تلك الإمبراطورية التي حكمت العالم بعينٍ واحدة ، على أرض الشرق القديم ستقرع الحرب القادمة لأعوام .
كم هو غريب في هذا الزمان فالناس يصبحون على أخبار العالم ويشاهدون الأشخاص الذين يسمون بالحكام ، أن هذا الزمان الغريب أصبح الناس لا يفرقون بين صور الأصنام وبين من يحكم العالم سراً ، أن هذا العالم المزيف ليس فيه إلا حكام يمثلون على مسرح خشبة العم سام وأما من يخرج المسرحية وكاتبها فلا نراه ولا نعرفه ، قبل ثلاثمئة عام عندما ظهرت الإمبراطورية الجديدة وسميت الولايات المتحدة الأمريكية ظهرت معها للعلن مفهوم الدولة العميقة والتي أخذت جذورها من الحقبة الرومانية القديمة ولكن بأسلوب حديث ظهرت في الظل وحكمت أرض الإنجليز وسيطرت على نصف أراضي العالم فظلت كالظل في أرض الشياطين إلى أن وصلت لبلاد المسلمين لتزور الرجل المريض وتنهي ما تبقى منه ، وأقيمت الدولة العلمانية تحت اسم المتحررين وكعادة القطيع هتفوا باسم الموظف صاحب الحاجب العريض فضحى بهم عند كل هرمٍ ومعبدٍ قديم ، أن من يحكم الدول ليس ما تراه أمامك كل يوم من حكام ومسؤولين وأصحاب قرار بل هم مجموعة من الشبكات التي يديرها أغنى أثرياء العالم وأحفاد المحافل الكبرى وتعد السلطة السياسية والإعلامية والاقتصادية هدفها التغذي على الجهل لتحكم وتسود ، لقد قسموا العالم إلى تركات ( فالدرع الأحمر) يملك ذهب العالم بعد أن استبدله بالورقات الملونة ، أن هذه الدولة العميقة يحكمها العائلات العشرة ومن خلالها تقر الحروب والسياسات وكلها تخضع لقوانين هذه العائلات ويتغير سعر الذهب والدولار وما نراه من مسؤولين هم مجرد مندوبين يحكمون باسمهم ، أن الشرط الأول والوحيد لحكم هذه الدول العميقة التي تسيطر على هذه السياسات القائمة يبدأ بدعم النجمة السداسية في معبد داوود القديم .
روبرت ميردوخ أو ما يسمى بابلياً ( موردوخ ) يملك عدة صحف مثل نيويورك تايمز وبوست و ال sun الإنجليزية وفوكس نيوز ويتغلغل في الأسواق الإعلامية العربية يملك روتانا سراً ويملك مجموعة ال lllbc ، أنه يملك كل قناةٍ إعلامية غربية وعربية مؤثرة فلقد رأينا أخر الأيام كيف باتت أم هارون تهمس بحب للعم سام فلقد سقط القناع وأعلن التطبيع .
عزيزي القارئ استمع وأبحث إلى أخر رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الثلاثة أوباما وترامب وبايدن أن الصين خانت الدولة العميقة العظيمة وباتت تسمى اليوم بالأعداء ، علمت الصين وروسيا أن الإمبراطورية الجديدة الخادم الكبير باتت بأواخر عهدها فهي ليست سوى أسماً تجارياً يستظل بها الغرب ، قالها جو نحن نتحرك لبناء جدار جديد وإعادة تنظيم النظام العالمي وعلى كل دولة أن تختار جانبها ، سيكون هناك حلفان أما أن تقاتل الصين بحلف الشرق أو تقاتل الأمريكان ومسرح النزاع سيكون أرض العرب …
وقف عبيد الشمعدان إجلالاً لراعي القطيع وفرضوا القيود والحصار على دعاة أرض الربيع فسكنت الخراف القصور ليوم الأضحى القريب .