فن التعامل مع الابناء/جريدة حكاية وطن
للكاتب الاستاذ / محمد خضر
يشغل هذا الموضوع المجتمع وهو ايضا محل بحث ودراسة ونقاش من علماء الاجتماع والنفس ، حيث ان المتغيرات والمخاطر التي نواجهها هذه الأيام أخطر ما نتصور ، وأولادنا مستهدفين جدا من مروجي المخدرات بأنواعها واصدقاء السوء ، ايضا يواجه اولادنا مخاطر اصعب مما نتخيل ، من خلال ما يسوق لهم وما يرسل اليهم بالموبايل من اشياء مثيرة للغرائز وتسهيل الافكار الملتوية والضارة ، والأفلام الاباحيه التي تشكل عبئا نفسي شديد على اولادنا وبناتنا ، كما يصور مايسمى بالابداع والفن ان طريق الثروة هو البلطجة والانحلال والعري ، مما يستلزم صحوة كبيرة ورقابة لصيقة من أولياء الامور .
لذلك فان التعامل مع اولادنا وبناتنا يجب ان يكون بحرص ولين واحتواء ومتابعة دقيقة ، دون ان نشعرهم بأننا نراقبهم او نتجسس عليهم ، علينا ان نصاحبهم ونتقرب اليهم دون ان يشعروا باننا نراقب بل فقط مودة وحب .
علينا ان نتابع بالنظر والاحساس وتقديم قدوة حسنة لهم ، ونتابع الاختلافات الفسيولوجية ، نرى اختلافات الوان العين والوجه المتغير من الاحمرار او اللون العادي الى الاصفرار ، أيضا العيون المرهقة والميل الى العزلة وحب الوحدة ، كلها أشكال للتغيرات التي تدق جرس انذار بان هناك بالضرورة مشكلة يعانيها اولادنا تحتاج ادخل منا وخصوصًا في سن المراهقة .
فالتعامل يجب ان يكون برفق شديد وبدون أسئلة مباشرة كما لو كانوا في استجواب أمني ، بل نتقرب اليهم كصديق وبمنتهى الحرص والرفق ، كأن نمزح معهم ونلمح الى ان هناك مشكلة ونقول لهم ، يا شباب نشعر بانكم تواجهون مشكلة ما ، فهل تحتاج لمراجعة طبيب !؟ او هو إرهاق عادي من المذاكرة وهل النوم طبيعيًا او تعانوا من الأرق ، عموما نحن هنا من أجلكم واذا كنتم في حاجة للحديث فنحن سنسمع بانتباه ، وربما نستطيع المساعدة في الحل !؟ ونتركهم يقررون الافصاح عن المشكلة .
فاذا نما الى إحساس الوالدين أن الاولاد يطلبون مصروف اكثر من المعتاد ، وأنهم يلجأون للكذب احيانا وايضا اختلال في جمل الحديث بشكل غير منتظم ، فهذه علامات للإدمان وتعاطي المخدرات وحبوب الهلوسة ويجب التدخل سريعا ، وبرفق وحب وعرضهم على ذوي الاختصاص في الطب النفسي وعلاج الادمان ، ومعرفة محيط علاقاتهم وأصدقائهم المقربون لانقاذهم من اصحاب السوء .
والموضوع متشعب وطويل جدا لذلك نكتفي بهذا القدر اليوم وسوف نواصل الكتابة ، ربما نستطيع عمل شئ وانقاذ ما يمكن انقاذه ، ودور الدولة والمنظمات الأهلية وعيادات علاج الادمان في التصدي لهذه المشكلة المجتمعية الملحة . ما يسوق لهم وما يرسل اليهم بالموبايل من اشياء مثيرة للغرائز وتسهيل الافكار الملتوية والضارة ، والأفلام الاباحيه التي تشكل عبئا نفسي شديد على اولادنا وبناتنا ، كما يصور مايسمى بالابداع والفن ان طريق الثروة هو البلطجة والانحلال والعري ، مما يستلزم صحوة كبيرة ورقابة لصيقة من أولياء الامور .