قصة قصيرة_ زهرة البراري
بقلم مجدي عبدالله
الصحراء وقسوتها أرض جرداء تضفي علي قانتيها كثير من خصائصها القاسية وتجعل قلوب البعض جرداء خاوية ، تقسو علي من هم أقرب إليهم بلا شعور بالندم.
عندما تظهر زهرة جميلة وسط الصخور بها يشتهيها كل عاشق ، لأنه يجد بها الجمال المحروم منه في هذه البيئة.. خرجت الأم والأب في زيارة وهم مطمئنين علي أهل البيت بوجود العم الطاعن في السن فالجميع هو بالنسبه لهم الأب أو الجد ، عندما تدخل زهرة حجرة الجلوس لا تجد سواه ولأنه بالنسبة لها الجد فهي في السابعة من العمر تجري إليه تحتضنه و تقبل يده وجبينه ، يضمها بقوة إليه بلا حنان وكأنها عروس في العشرينات ويقبلها وهي لا تفهم ، فتجري لتحضر له طبق الفاكهة التي تجهزة امها كل يوم لعل زائر للبيت يأتي، يخطفها مع الطبق ويقبلها ويلمس أجزاء محرمه من جسدها وهي تضحك لا تعي ما يفعل وكأنه يهزر معها فتهرب مرة اخري.
ما هذا مال لجدي يداعبني هكذا لن اقترب منه ، وقالت له اليوم أنت غريب في تعاملك يا جدي سوف احكي لأمي، نهرها وانذرها أن فعلت ذلك سوف يعاقبونها بشدة ، خافت واختفت عن الانظار حتي عندما حضر الأب والأم اختفت في غرفتها ونامت وهي مرعوبه من العقاب.
في اليوم الثاني وبعد خروج الأم والأب للعمل فتح باب غرفتها وهي نائمه وجلس بجوارها قبلها وفعل كما فعل بالأمس هنا صرخت خوفا منه صرخه عاليه ، عاد للوراء وهي تصرخ وتبكي حتي حضرت مربيتها الأجنبية وجدته يقف بالباب ينظر إليها وهي في زاوية من زوايا الحجرة تصرخ ، أخذتها المربية واجلستها علي الاريكة ، ثم نظرت للعجوز وسحبته معها لغرفتها تاركة الصغيرة تصرخ وتتألم نفسيا فقد انكسرت وأصبحت لا تعرف ماذا تحكي.
تمر سنوات العمر ولم يلاحظ أحد ما بها من الآلام النفسية، لم تحكي لأي من بالمنزل ما جري أو ما يدور بين العجوز والخادمة، كبرت وأصبحت عروس بالمدرسة الثانوية تعاني في دروس الرياضيات ، عندما علم الأب أتي لها بمدرس خاص بالمنزل ، هو شخص يحكي عنه الجميع بالأمانة والعلم ويثق به اهل الحي.
تجلس الأم معهم وهي منتقبة خلال الدرس ، ولكن التلميذة ترتدي إسدال الصلاة ، جميلة هي من ينظر إلي عيناها يشعر بسحر العيون وجمال الوجه ، ذهبت الأم لتأتي بكوب العصير ، استغل المدرس اللحظة ومد يدة يمسك صدرها صرخت بقوة لا احب ذلك ولا تأتي مرة اخري وتركته وغادرت لغرفتها، لملم اوراقه ورحل ولم تفهم الأم ما حدث ، نظرت إليها وقالت لها سوف يوافق ابوك علي العريس المتقدم لك لقد كبرتي.