قصة قصيرة_ وداعاً أيها السراب
بقلم عماد برجل
زهرة وحيدة ابيها وأمها كبرت وترعرعت وسط أسرة سلاحها الصبر والتماسك، فما من مشكلة إلا وتم حلها بموافقة الجميع والصبر والثبات.
وسط هذا المناخ العائلي المحترم نشأت زهرة ذات الوجه البرئ والقوام الممشوق والزي الإسلامي الملتزم والسلوك القويم، ولكن كعادة شباب هذه الأيام لم تلفت زهرة نظر أحدهم.
عند بلوغها سن العشرين توفيت الأم في حادث أليم.. وتركت زهرة في وقت تكون اي بنت في أشد الحاجة إلى أمها.
عاشت زهرة مع أبيها وكانت له بمثابة الابنة والأخت وتحل أيضاً محل الأم التي تركت فراغاً ورائها وجرح غائر في قلبيهما، وكانت تجمع بين دراستها في إحدى كليات القمة ورعايتها لوالدها المسن، ثم تخرجت وعملت بإحدى الشركات الكبرى.
إلى أن جاء نصيبها وهي في الثلاثين من عمرها وكان شابا وسيما مهذبا وكعادة كل أب سأل عليه في مكان عمله ومكان سكنه، ثم حان موعد الزفاف الأليم( بالنسبة للأب). وغادرت منزل والدها لتبدأ رحلة الحياة الزوجية السعيدة.
وذات يوم قابل والد زهرة صديقه القديم علي والذي لم يقابله متذ فترة طويلة، وسرد له كيف أصبح وحيداً بعد وفاة زوجته وزواج ابنته..ولكن حدثت مفاجأة عندما شاهد صور زهرة مع زوجها.
أفاد علي بأنه يعرف ذلك الشاب جيداً لأنه إبن جاره في السكن ثم سأل سؤالاً لصديقه وقع كالصاعقة عليه.. حيث قال له كيف صحة هذا الشاب الآن لعله أفضل من ذي قبل.
اندهش الوالد بشدة ثم طلب منه التوضيح فأفاد الصديق بأن ذلك الشاب مصاب بمرض نفسي ولكنه موسمي يظهر في أوقات تغيير الفصول فقط.
بالطبع كانت مفاجأة صادمة للأب ثم لزهرة التي لم تلاحظ أي أعراض عليه منذ زواجها لأنهم مازالوا في موسم الشتاء.
وعندما سأل والد زهرة حماها عن حقيقة هذا الأمر لم يستطع الإنكار وبرر اخفاء حقيقة مرض ابنه بأنه كان يأمل أن يكتب الله له الشفاء عند بلوغ موسم الصيف وخشي أن يرفض والد زهرة ابنه.
كان من الطبيعي أن يحدث الطلاق فما بني على باطل فهو باطل ولا يصح إلا الصحيح.. الزواج حياة وقيمة كبيرة لا يجوز فيه الغش والتدليس.
وعادت زهرة إلى حضن أبيها الحنون قائلة “وأخيراً عدت إلى حضن والدي سندي وظهر
ي.. وداعاً أيها السراب“.