قصة نجاح : العدد15.
بقلم : عماد نويجي
قصة حقيقية كتبت بأيدى مصرية لمؤسسة حكومية … على أرض مصرية
استكمالا لمواصفات المدير …. مطلوب مدير : لدية القدرة على معرفة خطورة مافيا الشللية والقدرة على التعامل معها فإذا أردنا أن نرتب الأمراض التى تعانى منها مؤسساتنا بحسب انتشار كل مرض وتأثيره وخطورته ستأتى الشللية على رأس القائمة والقدر الأكبر من آلام الموظفين ومتاعبهم فى بيئة العمل تأتى من باب الشللية مجتمعاتنا تتغذى على التفاعلات الاجتماعية وتثمن صلات القرابة وتهوى الصحبة وترحب دائما بالمصالح المتبادلة وهذا ينعكس مباشرة على بيئة العمل فى مؤسساتنا وخاصة عندما تكبر المؤسسة هناك ارتباط طردى بين حجم المؤسسة وعدد الشلل بها ……الشللية تنظيم غير رسمى ينشأ بجوار التنظيم الرسمى فى المؤسسة وتكمن خطورته عندما يضعف التنظيم الرسمى ممثلا فى الهياكل التنظيمية للمؤسسة …وقتها فقط يفرض التنظيم غير الرسمى وجوده وبقوة قد تؤثر سلبا على سير العمل ….. التنظيم غير الرسمى هو كل العلاقات العفوية التى تنشأ بين العاملين فى المؤسسة أو بين بعضهم وبعض العلاقات تنتج عن صلات قرابة أو خصائص مشتركة أو مصالح متبادلة …. التنظيم غير الرسمى فى الغالب لا حدود ولا قيود له أو عليه لا يوجد قانون ينظم عمله ولا يوجد قواعد يسير عليها أفراده التنظيم غير الرسمى واقع لا يمكن رفضه أو مقاومته إلا إذا تصورنا أننا نستطيع أن نضع سورا يفصل بين كل موظف وآخر أو نمنع الموظفين من التفاعل والتواصل مع بعضهم البعض أو وظفنا موظفين لا يسمعون ولا يتكلمون والأبحاث العلمية أثبتت ومازالت تثبت التأثير الايجابى للتنظيم غير الرسمى على الإنتاجية والتحفيز والتطوير والتغيير هذا التأثير الايجابى يحدث عندما تكون هناك رؤية واضحة واستراتيجية فى التعامل مع التنظيمات غير الرسمية واستثمار قدراتها وادائها لكن عندما يخرج التنظيم غير الرسمى عن السيطرة يتحول إلى شللية …. شلة تجمع أفرادها عوامل مشتركة بمرور الوقت تسيطر على المكان وتفرض طريقتها وتوجهاتها على متخذ القرار…… الادارة الضعيفة تقدم المؤسسة على طبق من ذهب لأهل الشلة الذين يملكون أجندة عمل غير معلنة مصلحة المؤسسة لا تهم الشلة فى شئ … للشلة مصالحها الخاصة وهى محصلة مصالح أفرادها…. الشلة تفرض سيطرتها على الجميع وعلى الجميع فى المكان أن يقدم فروض الطاعة للشلة ومن يخرج عن الطاعة عليه أن يتحمل مسئولية فعله ….كثيرون انتهت طموحاتهم المهنية على أعتاب شلة طاغية وكثيرون خسرتهم مؤسساتهم وخسرهم وطنهم بسبب شلة طاغية …… الشلة تحترف بمرور الوقت وبخبرة السنين تمرير توجهاتها إلى الادارة من الاقناع إلى الآراء المتفق عليها إلى الرفض المشترك إلى الضغط الجماعى حتى تحقق الشلة ما تريده وحلم الشلة الأكبر يتحقق عندما تتمادى معها الإدارة وتذوب فيها ويتحول المدير ذاته إلى عضو فى الشلة هنا الطامة الكبرى ولأن الشلة تضم أفرادا متنوعين وبوظائف مختلفة وبقدرات متفاوتة يسهل بينهم الفساد وينمو بل ويصعب اكتشافه هنا لا نتحدث عن شلة بل نتحدث عن مافيا بالفعل …. وعليك كاقائد أو مدير للمؤسسة أن تجد البدائل منذ اللحظة الأولى فكن كالمدير الفنى الناجح يملك دكة احتياطى قوية .. بقوة تعادل اللاعبين الأساسين فالفرق التى تفوز دوما بالبطولات لا تفوز الإ ببدلاء بنفس كفاءة اللاعب الأساسى فلا يحدث اضطراب بغياب أحد للنقل او لأجازه أو حتى للغرور وفرضا للشروط ….فهو يعلم بوجود البديل ….لا وقت لفرض الشروط … يجب أن تكون دكة الإحتياطى تعج بالبديل الكفء يمكنك ان تدفعه للميدان فى الوقت المناسب دون حدوث أى خلل فى التنظيم …. كما يمكنك ان لا تسند أى اعمال ذات طبيعة خاصة وسرية ومهمة لأى فرد من أفراد هذه الشلة …. قد يكون نوعا من أنوع الرسائل الموجهة للشلل لرفضك التام خروجهم عن سيمفونية الآداء الجماعى للمؤسسة والعمل بما يتعارض مع رؤية المؤسسة ورسالتها ………… وإلى اللقاء فى عدد جديد إن شاء الله