بقلم/ عاصم عمر
جميعنا يتسم بصفة الكرم ، وإن اختلفت من شخص لأخر في مدى ما يتكرم به واقعاً ، فقد عرف عن العرب بكامل حدودهم صفة الكرم حتى أصبحوا يؤثرون الغير على أنفسهم ( صفات كنا نتباهى بها ) ..
بات من قواعد الضيافة في العرف العربى ( القديم ) ألا يتم سؤال الضيف عن سبب زيارته إلا بعد استقراره ضيفاً بكامل حقوقه ثلاثة أيام ويبدأ الحديث بين الضيف والمضيف عن زيارته ،،، هذا وقد أصبحنا ضيوفاً مدى العمر في هذه الدنيا على الله جل في علاه ، وقد أحسن الله إلينا بكرمه علينا بحسن الضيافة بكامل عتادها ، كما أوفانا الله بعدله في هذا الإطار فلم ينقص من أحدنا شيئاً إلا أوفاه بأعظم منه قدراً ، حتى من لم يؤمن بالوحدانية الإلهية أكرمه الله بالضيافة وأعطاه كامل حقوقه ..
أعطى الله لكل رجل أمرأة يسكن إليها وهناك من زاده من السكينة بالتعدد لما له في ذلك من طموح وقدرة ، وقد منح الله لكل امرأة رجل يوفيها قدرها برعايتها وصيانتها والحث على حاجاتها ،، وعوارض تلك الصلة فهى من تقوى القلوب ولله فيها حكمة على كل منا أن يدرك تماما أن جهله بحكمة الله فيه لا يعنى أنه استثناء في تلك الضيافة بل هو مكرم من جهات أكثر سعة ويبرز تلك الحكمة أن يتقى كل منا ربه ليعيى ما جهل به من أمر الله ..
جعل الله لكل منا في ضيافة الله مسكناً يحميه من خلق الله وما نسميه نحن عوارض الطبيعة وشرع له الحماية ، كل هذا وليس لله في كل هذا إلا أمر واحد { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات56 ..
وفى عجالة الفكر البشرى إجابة عن سؤال بعد مرور العمر لما خلقت؟ فيجيب بعقل القصور ( ولدت لأموت مرة أخرى ) ، نعم ولدنا لنؤدى رسالة أمرنا الله بها خلال فترة ضيافته لنا ثم نذهب منها إليه للحساب عن حق الضيافة طبقاً لتعاليمه جل في علاه ، ومن ثم فهذا كتابى وهذا كتابك ببينية ( ولدت لأموت ) إقرأ كتابك اليوم وناقش هواك في مراحل العمر ، ولا تنسى فلكل من رأت عيناك حق ، ولكل من نظر إليك حق ،،، لا تقرأه بحثاً عن حقوقك تجاه الأخر بل بحثاً عن حدودك مع الله ، اقرأ بعناية هل أديت رسالتى ؟ هل قمت بواجبى ؟ هل بررت والديى ؟ هل صنت الجار؟ هل وصلت من قطع ؟ هل ؟ هل ؟ هل؟ ثم أجب لمرآتك وأنظر لعينيك بدقة أثناء إجابتك بمصداقية الأوفياء ، فلم تجد اليوم مع مغريات الفسق والكفر واللعنات المتعددة حولنا أصدق من مرآتك وإرادة فؤادك للقراءة الصادقة لك ..
فكن ضيفاً خفيفاً عند الله بطاعته ، وأحذر أن تكون ضيفاً ثقيلاً بمعصيته ، اقرأ كتابك اليوم قبل { اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً } الإسراء14
حفظكم الله حيث كنتم ..