كروماتوغرافيا الحياة “الحب والتعلق”
بقلم/ الحسين أحمد الفار
تصفحت بعض صفحات محاضرة الكروماتوغرافيا فإذا بي أتخيل نفسي جزءاً من عينةٍ تنفصل في تلك الروماتوغرافيا العمودية ،.
تخيلت نفسي مكوناً أحبته الطبقة الثابتة فأحبها وتعلق بها عندما صبت عليه الهموم فجعلته ينفصل عما اختلط به واجبرت ما سواه علي الابتعاد و الخروج ،.
هذه اللحظة في عملية الفصل جعلتني اتسآئل عن الحب والانجذاب ..
هل أن الحب و التعلق يُأخران حركة المرء ويحجبان رؤيته عن الأفق الواسعة و أهداف الحياة السامية ؟!
أم أن الحب والتعلق يشعرانه بالثبات والبقاء و يحفظانه و يحميانه من الانزلاق بدنيا الضياع – في تلك الكروب المتساقطة – والاصدام بواقع الحياة الطاحنة ؟!
ليت شعري ،.
حقيقة لا احد ينجو من متاعب الحياة .. و إن الأروح لتتجاذب مع من يشبهها كما يتجاذب مكونٌ ما إلي تلك الطبقة الثابتة التي تشبه طبيعته
وإننا إذا ما مررنا في تلك الحياة انجذبنا إلي مايشبه طبائعنا وتنافرنا مع من يختلف عن ارواحنا ويأرقنا ..
فالحب والتعلق يحدثان لا محالة في تلك الرحلة الحياتية .. إنهما ليسا إشكالية .. إنهما من رواسخ الحياة .. لكن المهم هو أن ندرك ما نحب وننجذب إليه .. ونعلم قيمة هذا الحب والانجذاب .. و كيف نجعل منهما سبباً في فهم النفس و الارتقاء بالذات ..
لأن بدون إدراكهما نخرج كما دخلنا بلا علم .. لا ننفصل عن جهلنا كعينة خرجت دون انفصال .. قضت كل وقتها في طورها المتحرك ،.
إننا لولا الحب والانجذاب لتساقطنا جميعاً في هُوةِ القبور دون أن يعلم أحد معني المساندة والمآزرة أو يشعر بجمال القرب وروعة الوصول ،.
إنها لرحلة طويلة ،. نري بمضي الوقت فيها النجاة .. فنعبر من فوهة الدنيا إلي قبور الممات .. ونصبح من بعد امتزاجٍ في انفراد – حركتنا المشاكل والهموم – واندفعنا من الدنيا إلي المجهول .. ثم من المجهول للمعلوم ،.
فما أشبهها الآن في عقلي بكروماتوغرفيا العمود ..