.كلام في الغيبيات {10)
أطروحة جالوت الجبار
معزوفة فلسطينية مخيفة
دكتور \ كمال الدين النعناعي
تاريخيا، وعلميا ترتكز نظرية التأثر والتأثير علي. المنهج التحليلي النقدي ففي قانون الحرب في المسألة الاسرائيلية
الفلسطينية يمكننامن خلال تحليل الأحوال التاريخية لشخصيتين عملاقتين
هما شمشون الجبار وهو عملاق عبري مخيف مدمر
والاخر جالوت الجبار وهو عملاق فلسطيني مصارع غير مؤمن..لكنه دالة وجود قومه
الفلسطينيين..
ان نتكشف المخبوء
من يمكنه ان يدخل الحلبة،؟
لا أحد يجرؤ ان يقترب من جالوت.العملاق الفلسطيني.
شاب من الانبياء ألهمه الله ان ينازله عن بعد، هو داوود النبي
فقصفه من بعد فقتله..
أصبحت قصته رمزا تاريخيا
فيما يعرف بمقلاع دارود
.
أهمية الحادثة انها خلدت في
النص الديني المقدس. الابتكار
ولفتت النظر الي أعمال العقل في مواجهة أعمال البدن…
اي القوة الفكرية أمام القوة الحركية البدنية للانسان
ولكن ظل جالوت كامن يفزع الوجدان العبري من حين الي
حين فمن يجرؤ ان يصارع جالوت الفلسطيني؟
ومن ثم كان شروع الحداثة بناء القوة الاصطناعية الآلية
المعضلة ان كل البشر اذكياء
والابتكارمتاح لكل الناس اذ يولد الناس جميعا بعقول وكوامن طاقة مجهولة ومعلومة…
وتساوا في ذلك كل.البشر..
الان الزمن ليس الزمن. الماضي ليس الحاضر
والدين صار ثلاثه أديان..
ويكشف العلم يوميا عن سذاجة تصورات العقل القديم
الذي كان تفزعه الأبدان وهي
في ذات الوقت أضعف من العقول،
وغاص في نصوص تصوراته الدينية القديمة الموروثة اكثر من الغوص في التشريعات والوصاية السماوية المقدسة المتآلفة مع الحداثة الذهنية
الان يمكنه ان يدرك الحقيقة انه ضعيف فعلا ويعيش بين كائنات حية أكثر ذكاء وأشد مراسا وتلك حبكة أقدار..
الله خلق الكل والجمع والفرد
والانسان لا ينافسه فقط انسان مثله بل ينافسه كل من حوله من كائنات يراها او لا يراها…
فطاقاته البدنية محدودة
لاتضاهي قوة مخلوقات الجوار في بيئته التي يعيش فيها…
فالفيل مثلا أقوي عضلا ،
والصقر أحد بصرا ،
والغزال أسرع جريا ،
والكلب أدق شما ،
والقط أبعد سمعا ،
والطير أقوي نفسا،
وتلك وجوه من القوة الغاشمة عند مخلوقات الله..يفتقدها تماما جنود كل جيوش العالم
والانسان يملٱ الفضاء ضجيجا بجيوشه وعدته وعتاده برا وبحرا وجوا لكنها
وجوه من القوة الاصطناعية
ونراه يتباهي بما قتل وبما دمر ، ويصيح بادعاءاته بالافضلية العلية بين أقرانه ،
رغم الأخاء المشترك
والعنصرية بين أمثاله ، رغم الايمان المشترك بالله
ورغم الأصول الأسرية الواحدة
والمرجعية البشرية لآدم
في حين قوة الواحد من جند
قواته لا تقارن بقوة النملة ….
فمن أقوي الانسان ام النملة؟
تسطيع النملة ان تحمل ما يوازي وزنها 25 مرة ، فهل يستطيع البشري الذي وزنه
80 كيلو أن يحمل2000 كيلو مثل النملة ..؟
كما ان العنكبوت لو كان في
حجم الانسان لاستطاع الواحد منه أن يحمل 60 طنا دون مساعدة فمن أقوي
الانسان أم العنكبوت ؟
وفي عالم الحيوان . ….
قوة الفيل تبدأ بمايعادل قوة150 رجلا أو جنديا.
وسرعة الجري المشاة العسكر
لاتضاهي سرعة النمور التي
تصل الي 80 كيلو في الساعة…
أو سرعةالصقر عندما ينقض من السماء علي فريسته والتي تصل الي380 كيلو في الساعة ..
فضلا عن قفزة الجند المحاربون المدربون للمعارك
لا يمكن مقارنتها بقفزة بعض أنواع من الضفادع التي تصل الي 10 متر اي
مايساوي طولها 100 مرة
ناهيك عن القفزات العملاقة لبعض الحشرات مثل البراغيث . .
وبينما لا يستطيع الانسان أن يعوض ما يفقده من بدنه
تلقائيا من ذاته ،
يستطيع البرص ان يستبدل ذيله بسرعة اذا قطع .. كما في عموم السحالي …
كما تتمكن دودة الارض من صنع رأس آخر لها اذا قطع
فهل يستطيع الانسان ان يستبدل رأسه اذا قطع . ؟
واذا شطرت الدودة نصفين
فكل نصف ينمو علي حده
ويصبح دودة كاملة …
لكن الانسان لا يستطيع ولو كان قائدا فذا..
فلماذا التعالي والزهو..
دع ضجيج جيوش العالم، واساطيله
فحق الاخاء سنة الله..
لماذا لم تأت جيوش الانسان المدججة للمصالحة وتصحيح مسارالعداء
وحقن الدماء
ومنع العدوان..
وما قيمة دعم الحروب كي تطول ويقتل الانسان اخيه الانسان دون ان يقسم ميراث
السماء؟
كلهم ضعفاء؟ لا تجزع..
فلا يقوي الانسان علي عداء دائم ولا يتحمل جوار نافر
ولايتحمل عداء البيئة الصماء ولاالمتغيرات المناخية من حر وبرد وقحط وجفاف
بينما يتحمل الجمل ويتحمل الحصان الجوع لأسابيع ..
وبينما يعيش العنكبوت ما يقرب من عام بدون طعام
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الانسان خلق هلوعا. اذا مسه
الشر جزوعا…
ولا يغررك تقلبهم في البلاد
صدق الله العظيم
فلاقيمة كونية
ولا قيمة انسانية
ولا قيمة دينية في حروب باسم الرب لا معني لها..
ولا تقتضيها الضرورة التاريخية
دون التآخي في حق الوجود
والسيادة والحيازة…