كلام في الغيبيات (11)
الأفضلية
شعب الله المختار
دكتور \ كمال الدين النعناعي
وللتكريم علي التفضيل درجة،
أليس التفضيل أختصاص طارئ
علي سبيل الرعاية في قوله تعالي { ولا تنسوا الفضل بينكم} فتكون الأفضلية هي الرعاية بلا تمييز عنصري..
بينما التكريم طرح دائم فيما نري في قوله تعالي
{ ولقد كرمنا بني آدم } هي عطية ربانية جامعة للبشر منذ الخليقة الي انتهاء العالم.
ومن ثم التمييز بين خلق الله مفعم بالنقائض ذات الدلالات
العقلية واليقينية…
ففي قوله تعالي..
( اليوم ٱكملت لكم دينكم..)
فطوي الاديان السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام
الي نبراس واحد..
مثلما طوي الأفضلية منذ البدء
اليهودي مرورا بالمسيحية المحبة الي الأمر الخاتم بالاسلام تتمت الشرائع والرسالات.
ثانيا..
كيف يجوز الأفضلية الطارئة منذ بدء اليهودية أن تكون دائمة وقد قضت المشيئة الالهية تواصل مسيرة المخاطبات الالهية بديانتين
لاحقتين هما المسيحية والاسلام اذ يعني ذلك الانقلاب
الادعائي تراجعا عكسيا في التنزيلات السماوية من الثالث
الي الثاني الي الأول.
اي عودة لذي بدء بما يفضي الي تجريد الديانات اللاحقة
من السمو التراكمي لهداية
البشرية
وذلك لا يليق بالذات الالهية
ثالثا..
ولما كان التكريم والأفضلية مرتبة من لدن الله فهما من الغيبيات المعلنة للكافة والخاصة…
الأفضلية في قوله تعالي لبني
اسرائيل وفضلناكم علي العالمين هي أبنة التكريم، ذات
سمة زمنية مقيدة ومشروطة
بقبول الشريعة والميثاق مع
الله والعهد من الله بالرعاية
لذا تخضع للمحاسبة والعقاب
لقوله تعالي لبني اسرائيل
(فلما يعذبكم بذنوبكم. }
ومن ثم الأفضلية شأن طارئ
ورعاية متقطعة متنقلة زمنيا ترافق بعثة كل نبي ورسول
في قوله تعالي.
{ تلك الرسل فضلنا بعضهم علي بعض }ذلك دون تمييز فكلهم فضلاء لقوله تعالي في ميثاق
عباده النص
( لانفرق بين أحد منهم)
ولأن الافضلية طرح طارئ يكتسبها جيل محمود
في قوله تعالي
( كنتم خير أمة أخرجت للناس) أي ولدت بتكليف للناس فأستبدل لفظ الخيرية
بدلا من لفظ الافضلية لان الافضلية رعاية الله لناس بينما
الخيرية رعاية الناس للناس
رابعا.
بني التفضيل علي قبول الشريعة وليس علي سبيل التمييز العنصري فهي رعاية
مقيدة ومشروطة بالطاعة في قوله تعالي لبني اسرائيل
( خذوا ماآتيناكم بقوة)
فصار التفضيل منوط بمجتمعات الجوار مالم تكن آمنت فلما بلغت الايمان تساوا
الطرفان ومن ثم فالتفضيل طرح طارئ
خامسا
كان الجوار عالمهم…
فلما عظم العمران، وولدت شعوب وأمم
وصار للدين الوحيد أخوة فأصبحوا ثلاثة أديان
شاع التكريم وانحصر التفضيل
وحل محل عنوان ( شعب الله المختار) عنوان أخر شامل كامل لكل البشر
توصيفه ( الأمم المكرمة)
في قوله تعالي
( ولقد كرمنا بني آدم)
فلا فضل لعربي علي أعجمي
الا بالتقوى
فيما نري ( غير منقول)