كلام في الغيبيات (12)
( المقتلة)
المعيار الالهي المخبوء
دكتور كمال الدين النعناعي
المسألة الاسرائيلية من آكثر
المواضيع المثيرة للجدل، تضطرم فيه مفاهيم البشر مع المعايير القدرية
، اذ أنهم أكثر الاقوام ذكرا في القرآن الكريم بمحاسنهم وسيئاتهم وذنوبهم
عبرة. لمن يعتبر.
والاشارات القرآنية دالة علي معايير تلك الاحداث لتبسيط الافهام
حتي يعلمه علماء بني اسرائيل
، بادئ ذي بدء معايير
قياسات الازمنة والامكنة….
ففي الملاحم والصراعات معول ( المقتلة) فيما من دالة الزمان ودالة المكان
، بما يعني
ساعة الصفر…. والمسافة صفر
ذلك حين يحدث صدام مباشر
فرسل الله لما جاءوا لوطا النبي
ظلوا ساكنين ينتظرون ساعة الصفر وهو منزعج يغالب قومة فقالوا في قوله تعالي
( فموعدهم الصبح أليس الصبح بقريب)
وفي أطروحة أسرار الازمنة دلالات واردة في نصوص آيات سورة ( القدر)
اذ تشير الي طي الازمنة وتداخل معاييرها بشريا وربانيا
و هي تحمل مخبوءات لاتحتملها العقول..
ولما كانت سرعة حركة الملائكة
أسرع من سرعة الضوء،
وسرعة اجتياح الروح اسرع من سرعة الملائكة وسرعة الضوء في الكون المحيط
وصولا الي عدم يخلو من زمان
ويخلو من مكان في قوله تعالي
( ان الي ربك الرجعي) فقياس
رجوع الروح هو بمعيار مجهول للعقول
كما في قوله تعالي..
( ان الي ربك المنتهي) فماذا بعد المنتهي
الا عدم مطلق؟
لا زمن له ولا مسافة فيه…؟
في قصص الانبياء والاحداث التي صاحبت ظهور الديانات
السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام أطل بصيص من العيار المخبوء وقت الصراعات وفي زمن الحروب..
زمنيا نجد حروب تطول وحروب تقصر قي حين أثارها لا ترتبط أبدا
بقياسها الزمني من القصر أو الاطالة
القدر فيها هو رمانة الميزان
ولأنه تعالي هو رب الجنود فهو ٱكبر من قادة الجيوش الحاضرة، ويعلم ما يجهلونه
وما يعلم جنود ربك الا هو
فهو رب السلاح وفنان ادارة الحروب
ليحق الحق. فجعل المخبوء
في تلك المقتلة هو ( الاغاثة)
فكل مخبوء هو معيار الهي
بصدد ان يختزل الزمن كما في قوله تعالي..
(حتي اذا أستيأس الرسل جاءهم نصرنا)
ما يقتضي الاستدراك الاسرع في البٱس حين اليأس.
أليس في قوله تعالي..
(و ما رميت اذ رميت
،ولكن الله رمي)
وفي قوله تعالي.
( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم)
ان ( المقتلة) بقانون الله هي
سنة الحياة الدنيا….
فمن الموت شهداء
ومن القتل شهداء
عند ربهم يرزقون حتي يتم الله
وعده وكلماته التامات