كوكب تاني
بقلم/ سمير المصري
يجب علينا أن نؤمن بمسألة أن اللحظات ستمر باختلاف أحداثها.. سوف يمر كل ماهو مُر.
هذا الإيمان يغذينا بالصبر من أجل الصمود، انه يمنحنا الطمأنينة في النفوس، ويؤكد لنا دومآ بأن الأمور ستتحسن، وسوف تعطينا الأمل ، و سوف تعطينا الطاقة من أجل ان نواصل..
نعم … فدوام الحال من المحال، لا يوجد إنسان لا يمر بظروف صعبة … .الفرق فقط يكمن في اختلافها من حيث المضمون و التأثير..
لكن الإختلاف الكبير و الأهم هو في كيفية مواجهته لها و التعامل معها ؟ دون أن يخسر نفسه أو يسبب لها أضرارا نفسية بليغة …
ان هذا الخوف هو الذي يدعمنا من أجل الإستمرار ، و عدم الرضوخ و الإستسلام في حالة واحدة فقط و هي عندما يكون تفكيرنا إيجابي ، و مقارناتنا ايجابية ، و نظرتنا للحياة كلها أمل ..
و إلا فهذا الخوف سيسبب لنا شلل فكري ، و عمى في البصيرة ، و تشاؤما تجاه الحياة….
إنه من الطبيعي … ومن العادي .. أننا جميعا نحس بنوع من الإرتباك الفكري ، و التوتر النفسي خصوصا عندما تشتد قساوة الظروف..
نخاف أن نخسر و نفشل و نتراجع و نفقد و تسوء أحوالنا و غيرها من الفروض التي يصنعها العقل ، و تخاف النفس من حدوثها…
وتأتي استخارة الله العظيم سبحانه قبل الهموم ، وقبل البدء بالعمل ، وبالحل كأمر أساسي ومبارك في حل الأزمة ومواجهتها , بل أني دائما أنظر إلى الاستخارة وكأنها بوصلة في الطريق توجهنا نحو هدف نرجوه ونتمناه …صحيح
تأكد انك تأمل في حياة أخري .. ليتنا نعيش هذه الحياة. … لا غضب فيها ينهشنا .. ولا أكتاف هشة نسقط منها عندما نتكئ عليها في لحظة ضعف ..
نرغب في حياة نقية ، بهية ، آمنة ، لا نتناول فيها الخداع صباحاً ومساءاً..
ولا نريد نتذوق فيها مرارة الالم وخيبة الاحلام ، وألم وتعب وخذلان ..
حياة لا نُجبَرنا على السير في طرق ليست لنا ..أو أن نعيش سعادة مؤقتة تنقلب علينا في وقت لاحق …. لاحقاً.
حزن ينخر في القلوب .. وحياة لا نتكلّف فيها عناء التحمّل أكثر مما نطيق.
لا نحتاج فيها أن نصبر صبر المقاتلين لننال ما نريد..
لا تضيع فيها أرواحنا من أجل من لا يستحق ..ولا نجد فيها من يخدعنا ، ويدغدغ مشاعرنا..
نرغب ان نعيش حياة لا ينفذ فيها رصيدنا شغفا ، ولا تنطفيء فيها أرواحنا .. ولا نقف بين أيامها حائرين في المنتصف .. لانعرف الطريق هنا …ام هناك.
يكفينا أن تكون هذه الحياة التي نحياها ، حقيقية ، وواضحة .. لا تُغلّفنا أسئلة لا أجوبة لها.. حياة يغيب عنها الخوف ، ويحل محلها الطمأنينة.. وتنزلق أعمارنا بعد هذه العتمة إلى الضياء.. ليتنا نعيش حياة أخري… تعني لنا حياة..