محمود سعيد
تعتبر الأسرة لها تاثير أساس لكل مجتمع، وهي أولى خطوات انتقال الانسان من وحده المفردة إلى أن يكون جزءاً من المجتمع بكونه فرد مؤثراً في الأسرة وهي أيضاً تؤثر فيه، كونه فرد مصغر للمجتمع ولطبيعة العلاقة والتأثير الذي يمارسه المجتمع تجاه الانسان
ان الإنسان ككونه كائن اجتماعي أي أنه مجهزا بان يتفاعل مع المجتمع، فالانسان ينشأ ضمن مجتمعه، وينمو إدراكه بذاته وبمجتمعه معاً، في حين أنّ المجتمع يؤثر كعامل مؤثر في حياة الانسان، حيث لا يمثل أي ضواغط على سلوكيات الانسان أو قناعاته، إنّما هي علاقة تكاملية مرنة قابلة للتصحيح والتقدّم
اما أدوات التأثير على المجتمعات والانسان فهي تُعد من وسائل الإعلام و من أهم أدوات التأثير على فكر المجتمعات وقناعاتهم، لا سيما وسائل الإعلام الجديدة بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي، و خاصة بتزايد استخدام تلك الوسائل والتعرّض لمحتواها، حيث يزيد من إمكانية تأثيرها، الذي لا يقتصر على بعض الآراء ووجهات النظر، بل إنّه يغيّر القناعات ومعتقدات والأفكار تدريجيا و. إنّ أدوات التأثير لا تنحصر قابليتها بالتأثير في وسائل الإعلام، فهناك وعي الإنسان وإدراكه، بالإضافة لاختياراته فيما يشاهده ويتابعه في وسائل الإعلام، وكل تلك العوامل تتشارك لتحقيق التأثير بمستويات مختلفة، والتي من شأنها تغيير الأنماط الحياتية ونظرتنا لتعريف دور المجتمع ووسائل الإعلام فيه.
اما اذا عرفنا مفهوم المجتمع يمكن نصف مفهوم المجتمع بأنّه هو الكيان الإنساني الذي يضم عدداً من الناس، ضمن قواعد وأعراف ومعتقدات وضوابط متفق عليها فيما بينهم، يتعايشون ويتشاركون قراراتهم ومصيرهم، كما أنّ مصطلح المجتمع يمكن استخدامه لمن يعيشون ضمن دولة واحدة، فيسمى المجتمع حينها بنسبتهم لتلك الدولة، أو أنّ تتسع رقعة المجتمع ليشمل أكثر من دولة، فيقال المجتمع الأردني مثلاً، والمجتمع العربي والمجتمع الغربي.
طبيعة علاقة المجتمعات والأفراد يكفي أن نقول إنّ المجتمع ينعدم وجوده دون الأفراد؛ لوصف مدى حجم العلاقة التي تربط المجتمع بالأفراد، وهذا ينسجم مع طبيعة الإنسان وقابليته للتفاعل والتعايش ضمن مجموعات، لذا فإنّ وجود المجتمع قد يصل لكونه ضرورة لاستقرار حياة الإنسان وتوازن مكوناتها، فالعلاقة بينهما علاقة تكاملية متبادلة، تقوى بتفعيلها والاهتمام بتنمية العوامل التي تزيد من فاعلية الفرد والمجتمع معاً