كيف تصنع كبش فداء
بقلم – عبير مدين
كثيرا ما نسمع و نردد كلمة كيانات و مؤسسات ونجاح أي كيان و مؤسسة نابع من وجود أيديولوجيات تصل إليها عن طريق استراتيجيات يعدها متخصصون متمثلون في هيئات داخلية أو مجالس عليا.
ويجب أن يكون هناك متحدثا رسميا لهذه المؤسسة، فلا ينبغي أن يظهر مديرها أو رئيسها بصورة الإله، أو الحاكم بأمره، والعقل المفكر، و ينبوع الإبداع الذي يستحوذ على كل الأدوار ويلغي وجود الآخرين، وينسب إليه كل إنجاز
لأن في حال فشل هذه المؤسسة تصبح التضحية بهذا المسؤول وسيلة لإرضاء الرأي العام، وسياسة المؤسسة القوية القائمة على دراسات و خطط بديلة لا تتغير بتغير أحد مسؤوليها الذي يمثل دور الإله في الكيان، بل يستمر العمل حتى حال غيابه فترة بنفس الكفاءة لا يصيبه شلل، فكل فرد يعرف دوره يسير وفق خطة مدروسة موضوعة مسبقا، فالمسؤول هنا يشبه مايسترو الفرقة الموسيقية
وعلى هذا لن يتبدل حال المسؤول من إله إلى كبش فداء
الدول الكبرى تستمر في سياساتها الخارجية والداخلية فلا تتأثر باختلاف رؤسائها.
والوزارات فيها في الغالب المتحدث الرسمي باسم الحكومة أو الوزارة هو من يلقي البيانات باسمها فلا يطل على وسائل الإعلام رئيس الوزراء أو الوزير كل دقيقة ليصرح تصريح فقط يكون تواجه الإعلامي في المناسبات الرسمية أو لو استدعت الضرورة ذلك، وبالتالي لن نسمع من يسب أو يدعو الله على وزير أو مسؤول.
قيادة الكيانات السياسية والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية والفكرية وغيرها تسير في الدول العربية على نحو يثير الدهشة، كأن المسؤول فيها يتقلد السلطة ليقف أمام الكاميرات، ويعقد المؤتمرات الصحفية، و يسعى إلى أن يتصدر الصفحات الأولى في الصحف والمجلات
المتحدث الرسمي لأي كيان وقاية خير من تقديم قربان.