لاتيأس ولاتقنط من رحمة الله
بقلم : سامى ابورجيلة
قد يتركك الله للأيام تأكل جدران قلبك يأساً دون إجابة …
لأنه يعلم مدى حلاوة الجبر بعد اليأس فيكتب لك أجر الصبر …
ثم يذيقك حلاوة الجبر
فلا تقل غير يارب ..
وعليك بالصبر ثم الحمد والشكر لتنجو ..
( إلا آل لوط نجيناهم بسحر نعمة من عندنا ، كذلك نجزى من شكر )
فإذا دعوت ربك ولم ترى أثرا فلا تيأس ، ولا تقنط من رحمة الله ، بل أستمر فى دعائك ، واستمر فى طلبك بإلحاح ، لأن الله يحب من عباده العبد اللحوح .
فقد قال رسول الله ” صلى الله عليه وسلم ” :
( أدعوا الله وأنتم موقنون بالاجابة ، فإن الله لايقبل دعاء من قلب لاه غافل ) .
ودائما تدع الله وترفع يديك الى الله طلبا بحاجتك بافتقار ، وإذلال ، وخضوع وخشوع ، وتيقن أن الله سيلبى طلبك ، ويستجب لدعائك .
فقد قال ” رسول الله صلى الله عليه وسلم ” :
( إن الله يستحى إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما خائبتين ) .
لكن من العباد من ييأس ، ومن يقنط إن لم يجد أثرا سريعا لعباده ، وهذا يعتبر من قلة علمه بربه ، ومن قلة إعتقاده برحمة خالقه ، أو من قلة علمه برحمة ربه .
أما من يعرف ربه فلا ييأس ولا يفنط من رحمة الله سبحانه ، لأن يعر أن له رب رحيم ، وأن خزائن الله مليئة ولا تنفذ .
( ماعندكم ينفد ، وماعند الله باق )
فقد قال رسول ” صلى الله عليه وسلم ” فيما بلغ عن ربه سبحانه :
ياعبادى : لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم ، إجتمعوا فى صعيد واحد وسألونى ، وأعطيت لكل واحد منكم مسألته ، مانقص ذلك من ملكى شيئا ، إلا كما ينقص المخيط البحر إذا أغمس فيه ) .
هكذا ملك الله لاتنفذ خزائنه .
ولكن ربما بؤخر الله لك طلبا لحكمة هو يعلمها ، أو يؤجل لك مسألة لأمر هو يعلمه ، وعلم الله سواء فى التعجيل ، أو التأخير هو خير يعلمه ، ونحن لانعلمه .
لذلك قال رسول الله ” صلى الله عليه وسلم ” :
( مامن عبد يدع الله بدعوة ليس بها إثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه الله إحدى ثلاث :
إما ان يعجل دعوته ، أو يرفع بها غم او بلاء كان نازلا على العبد ، أو أن يدخر تلك الدعوة للعبد ليوم القيامة فتثقل بها ميزانه )
لذلك إذا علمت مراد الله فى تأجيل دعوتك فسترضى ، وتسعد بهذا التأجيل .
إذا أخر الله لك دعاء لاتيأس ولا تقنط من رحمة الله ، لأنه هو أرحم على عباده ، أكثر من رحمة الأم على صغيرها .